وزير الخارجية الإسرائيلي يكشف ما تنوي تل أبيب فعله في غزة.. ماذا ينتظر القطاع؟

وزير الخارجية الإسرائيلي
وزير الخارجية الإسرائيلي

في تصريحات جديدة حملت رسائل سياسية وأمنية متوازنة، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، أن إسرائيل لا تعتزم فرض سيطرة طويلة الأمد على قطاع غزة، مشددًا على أن الدوافع الإسرائيلية في المرحلة الراهنة تنحصر في "اعتبارات أمنية بحتة"، حسب تعبيره.

وفي مقابلة أجراها مع شبكة "يورونيوز" الأوروبية، أوضح ساعر أن "إسرائيل ليست لديها نية للبقاء طويلاً داخل القطاع"، مضيفًا: "وجودنا الحالي يأتي فقط في إطار الضرورة الأمنية، ولا نسعى إلى إدارة شؤون غزة أو احتلالها".

لكن في الوقت ذاته، جدد ساعر رفض حكومته القاطع لأي سيناريو يتضمن عودة حركة "حماس" إلى الحكم أو مشاركتها في مستقبل غزة، حيث قال بشكل صريح: "لا يمكن لحماس أن تسيطر مجددًا على القطاع، ولا أن تكون بأي حال من الأحوال جزءًا من المشهد السياسي أو الإداري في المرحلة المقبلة".

وتعكس تصريحات ساعر موقفًا رسميًا ثابتًا لدى حكومة الاحتلال، يربط استمرار العمليات العسكرية بإزالة نفوذ حماس بالكامل من القطاع، دون تقديم بديل واضح حتى اللحظة لإدارة غزة بعد انتهاء العمليات.

وقف إطلاق النار 

بالتوازي مع المواقف الإسرائيلية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الأحد، أن بلاده تدعم جهودًا مكثفة للتوصل إلى وقف إطلاق نار شامل بين إسرائيل وحماس، مؤكدًا وجود مؤشرات مشجعة على تقدم في المحادثات الجارية.

وفي تصريحاته للصحفيين، أعرب ترامب عن أمله في التوصل إلى نتائج ملموسة خلال الأسبوع الجاري، قائلاً: "نحن نجري محادثات مكثفة، ونعمل مع كافة الأطراف، ونأمل أن نتمكن من تسوية الأمر خلال الأيام المقبلة".

وأشار ترامب إلى أن المبادرة الأمريكية الحالية تستند إلى وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 60 يوماً، يتضمن عدة بنود رئيسية من بينها:

  • الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس على مراحل.
  • انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق محددة داخل قطاع غزة.
  • استئناف المفاوضات السياسية بشكل تدريجي بهدف التوصل إلى حل دائم للنزاع.

ويعكس هذا الطرح محاولة أمريكية لإيجاد مخرج سياسي يُرضي الطرفين، ويمنح غزة فترة تهدئة إنسانية، في ظل تفاقم الكارثة الميدانية، والضغوط الدولية المتصاعدة على الحكومة الإسرائيلية.

مرحلة حرجة من النزاع

في الوقت الذي تتكثف فيه التصريحات والمفاوضات، يبدو المشهد على الأرض أكثر تعقيدًا، إذ لا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية مستمرة، ولا تزال حركة حماس متمسكة بمواقفها، رافضة أي سيناريو يتضمن تسليم القطاع دون شروط.

ويرى مراقبون أن إصرار إسرائيل على استبعاد حماس نهائيًا من مستقبل غزة، يقابله غياب واضح لرؤية دولية أو فلسطينية متفق عليها بشأن من سيملأ هذا الفراغ السياسي والإداري.

كما يعد الغموض بشأن مصير القطاع بعد وقف النار أحد أبرز العقبات التي تعيق التوصل إلى تسوية حقيقية، حيث لم يتم بعد طرح آلية موثوقة لإدارة غزة في المرحلة التي ستلي انسحاب القوات الإسرائيلية المحتمل.

إرم نيوز