محمد قاروط أبو رحمه
انقضى اليوم الثاني من الفصل الأول من دورة الشهيد صلاح خلف أبو اياد رحمه الله لإعداد المدربين الحركيين التي تنظمها وتنفذها اكاديمية فتح الفكرية اكاديمية الشهيد عثمان أبو غربية لكوادر حركية من أقاليم حركة فتح في المحافظات الشمالية بنجاح.
اعمار المشاركين كانت بين منتصف العشرينات الى ما بعد الستين عاما ومن كلا الجنسين. وتتنوع طبيعة أعمالهم الخاصة، ويتنوع تحصيلهم العلمي ونوعية اختصاصاتهم.
في الدورات التقليدية يكون العمر المتقارب للمشاركين، وثقافتهم وتحصيلهم العلمي وطبيعة أعمالهم الخاصة ومواقعهم التنظيمية شروط مهمة لنجاح أي الدورة.
هذه الدورة قدمت نموذجا حيا قويا لما نؤمن به في حركة فتح بفكرة تداخل الأجيال وليس تدافع الأجيال.
كان في قاعة واحدة وعلى قاعدة العدالة وليس على قاعدة المساواة هذا التنوع التكاملي بين الاعمار والاختصاصات. كانت اعمار البعض بعمر احفاد البعض الاخر، يتنافس الكل من اجل الأفضل للكل.
كان الشباب والشابات ينقلون روحهم وعنفوانهم الى الأكبر عمرا والذين هم بعمر ابائهم او اجدادهم، وكان الأكبر يقدم خبرته وتجربة وحكمة العمر للشباب والشابات.
قدم هذا التنوع والاختلاف بالأعمار وتنوع الاختصاصات قيمة إضافية للدورة.
المتدربين كانوا مبهرين في الالتزام، لا تعوزهم كلمة واحدة عن الجدية، وحب التعلم.
نرى في الدورة جيل يؤمن بالاستمرارية والديمومة النضالية حتى تحقيق اهداف الشعب الفلسطيني.
كانت مجموعة متميزة بكل المعايير وذلك بالإقدام على التعلم بشغف وبوضوح، وهذا دليل نضج ايضا عند من رشحهم.
كان التنسيق وتكامل الأدوار بين المجموعة التي خططت للدورة ونظمتها وتشرف على شؤونها الإدارية وراحة المتدربين وتنفذها بمستوى يليق بعمق تجربة حركة فتح في التثقيف والتدريب.
على مقاعد الاحتياط كنت اجلس انا والاخ بكر أبو بكر، ونتهامس حول سير الدورة والمدربين والمشاركين. وفي اليوم الثاني كانت نميمتنا انا والاخ بكر، تعقيبا على ملاحظة وردتنا من مجموعة من المشاركين أبدت اندهاشا إيجابيا ومذهلا من أداء المدربين والمساعدين والمنظمين، وانهم لم يشاركوا في أي دورة في القطاع الخاص بمستوى قوة أداء المدربين، وقوة التنسيق والتكامل بين المدربين والمساعدين والاداريين.
كانت محصلة نميمتنا مقتضبا واضحا، نحن نضخ من ارواحنا الى ارواحهم بشغف وحب ما نؤمن به، وخبرتنا، وتجارب الشهداء والأسرى، كلها نقدمها رزمة واحدة ننسقها وننظمها بطريقة أكثر جمالا من باقة ورد متعددة الألوان والانواع تسر الناظرين وعبيرها ينشر الطمأنينة والراحة الذهنية والنفسية.
نقدم لهم من روحنا معرفة عميقة تعينهم على القيام بمسؤولياتهم عن استمرار النضال الوطني الفلسطيني حتى النصر، ونقدمها في سبيل الله ومن اجل فلسطين الأرض والهوية والشعب والتزاما بما أقسمنا عليه في قسم الإخلاص لفلسطين.
لذلك ولكل ما سبق، انا لست مدربا انا اشاركهم خبرتي وروحي بروحي
