كشف موقع "واللا" الإسرائيلي، اليوم الأحد، أن الكنيست يستعد لعقد جلساته الأخيرة هذا الأسبوع قبيل دخوله في عطلته الصيفية، التي تمتد لقرابة ثلاثة أشهر.
وبالنسبة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فإن هذه الفترة لا تعد مجرد انقطاع عن الجلسات العامة، بل تشكل إحدى أثمن الفترات السياسية المتاحة له، حيث من المتوقع أن توفر له قدراً كبيراً من الهدوء والوقت، وهي فرصة نادرة للمناورة السياسية بعيداً عن الضغوط اليومية المعتادة.
توقيت مفضل لقرارات حساسة
ولفت "الموقع"، إلى أن التجارب السياسية السابقة أثبتت أن عطلات الكنيست تمنح رؤساء الحكومات ميزة تكتيكية مهمة، فهي ليست مجرد هدنة من النقاشات البرلمانية، بل فسحة زمنية تمكنهم من اتخاذ خطوات دقيقة بعيداً عن أنظار الجمهور.
كما استشهد "الموقع"، بصيف عام 2010، حينما استغل نتنياهو العطلة لتأجيل إعلان تجميد الاستيطان، تمهيداً لاستئناف الحوار مع الفلسطينيين دون الاصطدام المباشر مع شركائه في اليمين.
جمود برلماني يصعب معه إسقاط الحكومة
ووفقًا لما جاء في لوائح الكنيست، لا تعقد خلال العطلة جلسات دورية أو مناقشات برلمانية، باستثناء الحالات الطارئة التي تستدعي جلسة خاصة. ولهذا الطابع البرلماني أهمية سياسية كبيرة، إذ يصبح من شبه المستحيل إسقاط الحكومة أو التوجه إلى انتخابات مبكرة.
علاوة على أن مشاريع القوانين لا تطرح أمام الجلسات العامة أو اللجان إلا بقرار استثنائي من رئيس الكنيست، في حين تختصر اجتماعات لجنة الكنيست وتصبح بحجم مصغر.
هدوء سياسي يصب في مصلحة نتنياهو
وفي سياق متصل، أفاد "الموقع"، بأن هذه الظروف تمنح نتنياهو ميزة واضحة، حيث إن التجميد المؤقت للحراك البرلماني يسمح له بالتحرك السياسي بصخب أقل، ومع استمرار محادثات الدوحة، فمن المرجح أن يتم التوصل إلى اتفاق في وقت تكون فيه الساحة السياسية الإسرائيلية في حالة سكون تام بسبب العطلة المقبلة.
كما أشار "الموقع"، إلى أنه إذا تم التوصل إلى صفقة وفق المخطط، فسوف تبدأ فترة تفاوض تستمر لمدة 60 يوماً، تتزامن بدقة مع فترة العطلة البرلمانية، مما يمنح نتنياهو ما يشبه "فترة السماح السياسية" التي تسهّل عليه تمرير الاتفاق وإنهاء الحرب.
تهديدات لا تغير الواقع مؤقتاً
وفي حال رفض الوزير بتسلئيل سموتريتش مخرجات الصفقة واعتبرها استسلاماً، أو هدد الوزير إيتمار بن غفير بالاستقالة، فلن يكون بالإمكان اتخاذ إجراءات فورية لإسقاط الائتلاف أو تفكيك الحكومة، إذ ستؤجل مثل هذه الخطوات، إن وجدت، إلى ما بعد انتهاء العطلة البرلمانية، مما يوفّر لنتنياهو فرصة حقيقية لتثبيت أسس اتفاق متعدد المراحل رغم ما يحمله من تحديات واضطرابات.
كما اختتم "الموقع"، مؤكدًا إن هذا التوقف المؤقت في الحياة البرلمانية لا يعني أن كافة المشكلات والخلافات التي تعترض طريق نتنياهو نحو وقف إطلاق نار دائم قد حلت، إلا أنه يخلق بالتأكيد مناخاً أكثر إيجابية يمكنه من خوض المحادثات بشكل فعال.