إنقاذ غزة يبدأ من هنا.. الداية يفجرها: لا نصر ولا مقاومة.. بل فوضى

د. سلمان الداية
د. سلمان الداية

في تصريح استثنائي يحمل نبرة حازمة ومضامين عميقة، دعا العميد السابق لكلية الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية بغزة، الدكتور سلمان الداية، إلى تشكيل حكومة أبوية لإدارة شؤون قطاع غزة تحت إشراف السلطة الفلسطينية، على أن تحظى بدعم قوة عربية تساعدها على ضبط الأمن وتوحيد السلاح، مؤكدًا أن هذا هو السبيل الوحيد لإعادة الهيبة، وتحقيق مصالح الناس، ووضع حد لحالة الفوضى التي أفرزتها الحرب المستمرة.

وفي منشور أثار تفاعلًا واسعًا، شدد د. الداية على أن هذه الحكومة يجب أن تكون مستقلة عن الولاءات الحزبية والفكرية والمذهبية، وأن تضم في هيئتها رجالات العلم والسياسة والخبراء من مختلف القطاعات، على أن تلتزم بالعدالة، والنزاهة، والنصح المستمر، وتمنح الفرصة لأصحاب الكفاءات دون اعتبارات ضيقة.

وأضاف: "إن لم يتم توحيد السلاح تحت إدارة هذه الحكومة، فإن أهل القطاع سيبقون رهائن لمصالح الأحزاب، وهذه مفسدة كبرى"، مشيرًا إلى أن تحقيق الفصل بين السلطات الثلاث، ومنح القضاء الاستقلالية التامة، ضرورة لضمان المحاسبة الحقيقية، ومنع تكرار المفاسد المدمّرة.

انتقادات لاذعة للمقاومة في الخارج

وفي نبرة هي الأشد حتى الآن، وجه د. الداية انتقادات حادة إلى ساسة وقادة المقاومة وعلمائها في الخارج، متهمًا إياهم باستغلال معاناة أهل القطاع كـ"ترس لمصالح حزبية". 

وتساءل باستنكار: "ما هي المعجزة التي تنتظرون؟! الأقصى ما زال مغلقًا، والدمار مستمر، والشهداء والنازحون يتزايدون، فهل هذا هو النصر الذي وعد به الناس؟"

واعتبر أن النتائج الكارثية للحرب تكشف عجز المقاومة عن تحقيق الأهداف المعلنة، داعيًا إلى إعادة تقييم جذري للمسار المتبع، ووقف المتاجرة بمعاناة المدنيين.

الجهاد الحقيقي هو جهاد النفس

وفي ختام حديثه، دعا د. الداية إلى نوع آخر من الجهاد، لا يمر عبر السلاح أو الخنادق، بل عبر مكارم الأخلاق وجهاد النفس، معتبرًا أن هذا هو الخيار المتاح والواقعي لشعب يعيش تحت الحصار، ويعاني من الجوع والتشريد والمرض.

وقال: "الجهاد الذي يناسب أهل القطاع المحاصر الآن، هو جهاد النفس على الفضيلة، ونبذ الفرقة، والتمسك بالوحدة، لا جعلهم وقودًا لمعارك عبثية".

يأتي تصريح الدكتور سلمان الداية في وقت تزداد فيه الضغوط على قيادة المقاومة في غزة، وسط تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية والمعيشية، واستمرار الانقسام السياسي، وتراجع الدعم الإقليمي والدولي، في حين تتعثر كل محاولات التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

البوابة 24