أفاد مجد الشوا، رئيس شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة، بأن إعلان جيش الاحتلال عن "هدنة إنسانية" في القطاع لا يتعدى كونه هدنة جزئية مؤقتة لعدة ساعات، تهدف فقط إلى تأمين دخول المساعدات الإنسانية.
مناطق محصورة وأزمات متفاقمة
وأشار "الشوا"، في تصريح صحفي، إلى أن هذه الهدنة تنطبق على مناطق محددة حددها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهي تلك التي تستقبل أعدادًا ضخمة من النازحين، مثل المواصي ودير البلح، وهي مناطق ذات كثافة سكانية عالية.
كما أوضح "الشوا"، أن سكان قطاع غزة، البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، يعيشون على مساحة لا تتجاوز 46 كيلومتراً مربعاً، أي ما يعادل 12% فقط من إجمالي مساحة القطاع.
أرقام المساعدات لا تكفي
وفي السياق ذاته، لفت "الشوا"، إلى أن عدد الشاحنات المتوقع دخولها إلى قطاع غزة خلال الساعات المقبلة يتراوح ما بين 150 إلى 200 شاحنة فقط، وهي بالكاد تساهم في تخفيف حجم الكارثة الإنسانية التي تعصف بالقطاع، حيث إن الحاجة الفعلية اليومية تقدر بنحو 1000 شاحنة.
وأكد "الشوا"، أن هذه الشاحنات ستحمل مساعدات إغاثية أساسية، مثل الدقيق، والمواد الغذائية، والإمدادات الطبية، ومواد النظافة وتنقية المياه، مقدمة من الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية، منها برنامج الغذاء العالمي واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية، علاوة على الدعم القادم من الجانب المصري والهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية.
فشل محاولات الإقصاء
وشدد "الشوا"، على أن إعلان الاحتلال عن حصر توزيع المساعدات بمؤسسات الأمم المتحدة، يعتبر بمثابة اعتراف رسمي من الجانب الإسرائيلي بفشل محاولاته لإزاحة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من المشهد، واستبدالها بما يسمى "مؤسسة غزة الإنسانية"، التي أنشأت مراكز وصفتها الشوا بأنها "مراكز للموت والإذلال والقتل اليومي بحق أبناء قطاع غزة".
كما أكد "الشوا"، على أن وجود المؤسسات الأممية في القطاع يمثل أهمية بالغة، كونها تعمل وفق مبادئ العمل الإنساني، بما يكفل حماية المواطنين والحفاظ على كرامتهم.
وفي سياق متصل، أوضح "الشوا"، أن عملية توزيع المساعدات ستتم من خلال آلية تشرف عليها المؤسسات الدولية والمنظمات الأهلية الفلسطينية، بالشراكة مع الأمم المتحدة، استنادًا إلى قواعد بيانات تضمن وصول المساعدات إلى جميع المستحقين، وفقًا لأولويات إنسانية تتقدمها الأسر التي تعيلها نساء، وذوو الإعاقة، وكبار السن، والمصابون والمرضى، عبر مئات مراكز التوزيع المنتشرة في أنحاء القطاع لتسهيل حصول الناس على المعونات.
دعوة للوعي والتأني
كما دعا "الشوا"، سكان قطاع غزة إلى عدم اعتراض طريق الشاحنات أو عرقلة وصولها، داعياً إلى تسهيل انتقالها إلى المخازن ومراكز التوزيع حتى تبدأ عمليات التوزيع فورًا، رغم ما تعرض له السكان من معاناة جسيمة خلال الفترة الأخيرة.
كما حذرهم من عدم المخاطرة بحياتهم بالتوجه إلى المناطق التي فرض النزوح القسري إليها من قبل الاحتلال، مشددًا على أن الاحتلال لم يعلن انسحابه من أي منطقة، وأن أي محاولة للعودة إليها قد تشكل تهديدًا مباشرًا على الحياة، لا سيما أن الهدنة المعلنة محددة بعدة ساعات فقط ولغرض تأمين دخول المساعدات.