في تصعيد جديد ينذر بتدهور إضافي في الوضع الإنساني والميداني داخل قطاع غزة، وجهت إسرائيل تحذيرًا مباشرًا إلى حركة حماس ملوحة باتخاذ إجراءات عقابية غير مسبوقة في حال استمر رفض الحركة للمقترحات المطروحة ضمن مفاوضات صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
الرسالة الإسرائيلية
وبحسب ما أوردته هيئة البث الإسرائيلية، فإن الرسالة التي جرى نقلها عبر وسطاء إقليميين، تضمنت تهديدًا صريحًا:"إذا لم توافقوا على الاتفاق خلال الأيام المقبلة، فسنتخذ إجراءات عقابية"، وقد نقلت هذه الرسالة إلى الوسطاء يوم أمس، ما يعكس حجم التوتر والتصلب الإسرائيلي تجاه المسار التفاوضي الراهن.
ونقلت الهيئة عن مسؤول كبير في الحكومة الإسرائيلية أن أحد الخيارات المطروحة الآن هو ضم المنطقة العازلة التي أنشأها الجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة، وهو إجراء من شأنه تغيير الخريطة الجغرافية والسياسية في القطاع وفرض وقائع جديدة على الأرض.
فشل "عربات جدعون"
ووفقًا لتقارير هيئة البث ذاتها، فإن التهديد الإسرائيلي يأتي في أعقاب فشل عملية "عربات جدعون"، التي كانت تهدف إلى تحقيق تقدم ملموس في ملف المختطفين الإسرائيليين لدى حماس، والعملية التي روج لها كمرحلة حاسمة لم تسفر عن اختراق حقيقي ما دفع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى دراسة بدائل أكثر صرامة.
ومن بين السيناريوهات المطروحة حاليًا على طاولة صنّاع القرار في تل أبيب:
- ضم مناطق من قطاع غزة بشكل دائم إلى السيطرة الإسرائيلية.
- فرض حكم عسكري مباشر على بعض المناطق.
- عزل المراكز السكانية الفلسطينية من خلال فرض حصار عسكري خانق قد يشل الحياة في القطاع بشكل شبه كامل.
تلك البدائل، بحسب مصادر أمنية، يجري تقييمها حاليًا باعتبارها أوراق ضغط محتملة لتحريك جمود المفاوضات.
رفض حماس يبرر التصعيد
ونقلت الهيئة عن مصادر أمنية إسرائيلية أن تل أبيب تدرك حجم الضغوط الدولية المتزايدة لوقف الحرب، إضافة إلى ما وصفته بـ"الصور الصادمة القادمة من غزة" والتي توثق المجاعة والدمار.
ورغم كل ذلك، ترى إسرائيل أن رفض حماس المستمر المضي في الاتفاق يعطيها مبررًا للتصعيد، حتى وإن كان هذا التصعيد يتجاوز ما هو متناسب بحسب التعبير المستخدم في التسريبات.
وتعتقد المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن اتخاذ مثل هذه الخطوة المتطرفة سواء كان ذلك بضم أراضي أو فرض حصار شامل، يجب أن يسبق نقطة تحول في محادثات تبادل الأسرى، التي تسعى إسرائيل لاستعادتها بزخم جديد بعد الإخفاقات السابقة.
وتعكس هذه التصريحات تصاعد اللهجة الرسمية داخل إسرائيل في ظل حالة الإحباط من بطء التقدم في المفاوضات، مقابل تمسك حماس بشروط تعتبرها "أساسية" لتحقيق أي تهدئة أو إطلاق أسرى.