كشف مصدر بارز في حركة حماس، أن ما يسمى بـ"خطة احتلال غزة" في الأوساط الإسرائيلية ليست سوى أداة ضغط على طاولة المفاوضات، وسط مخاوف من أن تؤدي هذه الخطوة إلى توقف مسار التفاوض نهائيًا.
وأوضح المصدر أن توسيع العملية العسكرية في القطاع يعكس رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في استخدام هذه الورقة لانتزاع تنازلات، مع علمه المسبق أن أي تنازل من الطرف الفلسطيني سوف يقابله طلبات إضافية، ما يفرغ العملية التفاوضية من محتواها.
التصعيد الميداني بديلًا عن الهدنة
يرى المصدر أن نتنياهو يفضل المضي في التصعيد الميداني على قبول هدنة مؤقتة لا تمنحه مكاسب سياسية واضحة، ولفت إلى أن حكومة نتنياهو، المدعومة من شخصيات متشددة مثل إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي وبتسلئيل سموتريتش وزير المالية، تعتبر استمرار الحرب أداة لتعزيز موقفها السياسي الداخلي، خاصة في ظل أزمة ثقة وانقسامات متفاقمة داخل المجتمع الإسرائيلي.
تحذيرات من الاستنزاف والخسائر
شدد المصدر على أن أي تقدم عسكري إضافي لإسرائيل سوف يقابله استنزاف أكبر على الأرض، مع زيادة المخاطر الأمنية واحتمال فقدان المزيد من الجنود أو الرهائن.
اجتماع حاسم للكابينيت
وكان المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) قد عقد اجتماعًا برئاسة نتنياهو لمناقشة خطة الاحتلال بعد فشل اجتماع سابق في حسم الموقف، وأقر الكابينت على خطة احتلال كامل القطاع، ويأتي ذلك وسط خلافات حادة وجمود في المفاوضات الرامية إلى إقرار هدنة ثالثة، بعد هدنتين في ديسمبر 2023 ويناير 2025.
نتنياهو يغامر بأرواح المختطفين
انتقدت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الخطة، مؤكدة أن نتنياهو يسير عكس التيار ويجازف بحياة المختطفين والجنود في غزة، ونقلت الصحيفة عن مسؤول حكومي أن التلويح باحتلال القطاع بالكامل مجرد تكتيك للضغط.
رغم إعلان الجيش الإسرائيلي سيطرته على 75% من قطاع غزة، كشف ثلاثة مسؤولين إسرائيليين لوكالة رويترز أن رئيس الأركان إيال زامير عارض فكرة احتلال ما تبقى من القطاع، وأوضح مسؤول رابع أن نتنياهو يعتزم توسيع العمليات بهدف زيادة الضغط على حماس.
موقف واشنطن وتصريحات ترامب
تزامن الجدل حول الخطة مع تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي قال للصحافيين إنه غير مطلع على تفاصيل التحركات الإسرائيلية، لكنه شدد على أن قرار احتلال غزة بالكامل يعود لإسرائيل، وهذا الموقف فسره محللون بأنه ضوء أخضر غير مباشر للمضي في العملية.
