إعلام عبري: مصر قطعت الطريق على إسرائيل وأفشلت هذا المخطط

مصر وإسرائيل
مصر وإسرائيل

كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية أن القاهرة تبذل جهودًا دبلوماسية مكثفة لإحباط مخطط إسرائيلي واسع النطاق يهدف إلى تهجير سكان قطاع غزة إلى إحدى الدول النامية في قارة إفريقيا، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا على الساحة الإقليمية والدولية.

إنشاء مخيمات في جنوب السودان

ووفق ما نشرته إذاعة EMESS الإسرائيلية، فإن وفدًا من تل أبيب يعتزم زيارة دولة جنوب السودان لبحث إمكانية إقامة مخيمات لاستيعاب الفلسطينيين هناك، وأوضحت الإذاعة أن إسرائيل تواصلت أيضًا مع دول أخرى، بينها ليبيا وإندونيسيا وإثيوبيا، في محاولة لإيجاد وجهات بديلة يمكن أن تقبل استقبال الفلسطينيين من غزة.

تقرير دولي يؤكد المفاوضات

وكالة أسوشيتد برس نقلت، مساء الثلاثاء، عن ستة مصادر مطلعة أن إسرائيل أجرت بالفعل محادثات مع جنوب السودان حول إمكانية استضافة أعداد من سكان القطاع. 

ورغم أن التقرير لم يكشف عن مدى تقدم هذه المفاوضات، إلا أنه أكد أن التواصل شمل دولًا أخرى في إطار خطة أوسع لإعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة.

تحركات مصرية

بحسب الإذاعة العبرية، تعمل مصر على إقناع حكومة جنوب السودان برفض العرض الإسرائيلي، في خطوة تؤكد موقف القاهرة الرافض لأي ترتيبات تهدف إلى نقل الفلسطينيين خارج أراضيهم. 

وأوضح مسؤولان مصريان لوكالة أسوشيتد برس أنهما على علم بهذه التحركات منذ أشهر، ويجريان اتصالات مباشرة مع جوبا لثنيها عن المضي قدمًا في المشروع.

تفاصيل اللقاءات والضغوط الدبلوماسية

كشف جو سيلفيك، مؤسس شركة ضغط أمريكية تتعامل مع حكومة جنوب السودان، أنه تلقى إحاطة من مسؤولين إسرائيليين حول المباحثات الجارية، مؤكدًا أن الإدارة الأمريكية على علم بها لكنها لا تشارك بشكل مباشر. 

وأضاف سيلفيك أن جوبا أبدت اهتمامًا بالحصول على دعم أمريكي لرفع العقوبات عن بعض الشخصيات، وهو ما قد يشكل حافزًا للتعاون مع تل أبيب.

كما أكد إدموند ياكاني، وهو ناشط في المجتمع المدني بجنوب السودان، إلى جانب أربعة مسؤولين آخرين رفضوا كشف هوياتهم، أن هذه المحادثات قائمة بالفعل، وأنها جزء من جهود إسرائيلية أوسع لتسويق خطة إعادة التوطين.

خطة إسرائيلية أوسع

اوضحت التقارير أن رئيس جهاز الموساد ديفيد برنيا التقى في واشنطن بمبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، وطلب منه المساعدة في إقناع دول باستقبال مئات الآلاف من الفلسطينيين. 

وذكر برنيا أن إسرائيل فتحت قنوات تواصل مع ليبيا وإندونيسيا وإثيوبيا، التي أبدت استعدادًا مبدئيًا لدراسة استقبال أعداد كبيرة مقابل حوافز اقتصادية أو دبلوماسية.

ارتباط بالخطة الأمريكية لترامب

تأتي المبادرة الإسرائيلية متسقة مع اقتراح كان قد قدمه ترامب في فبراير الماضي، يقضي بنقل نحو مليوني فلسطيني من غزة إلى دول أخرى، لفتح المجال أمام إعادة إعمار القطاع، لكن هذا المقترح قوبل برفض شديد من الدول العربية، وعلى رأسها مصر، ما أدى إلى تراجع حماسة البيت الأبيض في حينه.

موقف القاهرة الحازم

شددت مصادر مصرية في تصريحاتها على أن القاهرة لا ترى في هذه الخطة أي مصلحة للفلسطينيين أو للمنطقة، وأنها ستواصل استخدام قنواتها الدبلوماسية مع جوبا ودول أخرى لإفشال أي محاولة لتهجير سكان القطاع. 

ويرى مراقبون أن التحركات المصرية تهدف بالأساس إلى منع إسرائيل من فرض واقع جديد على الأرض، رغم أن بعض التقارير الإسرائيلية تزعم أن مصر ليست معنية مباشرة برعاية الفلسطينيين بقدر ما تسعى لإحباط المشروع الإسرائيلي سياسيًا.

روسيا اليوم