كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية نقلًا عن مصادر مطلعة، أن استئناف المحادثات مع حركة حماس قد يصبح ممكنًا إذا قدمت الولايات المتحدة والوسطاء خطة جديدة تلبّي المطالب الإسرائيلية، وأكدت المصادر أن القيادة السياسية في إسرائيل ماضية في خططها للسيطرة الكاملة على مدينة غزة، في ظل استمرار العمليات العسكرية في القطاع.
خطة نتنياهو للسيطرة على القطاع
تأتي هذه التصريحات بالتزامن مع موافقة المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) الجمعة الماضي، على الخطة التي طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال قطاع غزة بشكل تدريجي.
وجاءت هذه الموافقة في وقت تتواصل فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية على الأرض، وسط تصاعد الانتقادات الدولية بشأن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين.
انقسامات حادة بين القيادة السياسية والعسكرية
كشفت الأحداث الأخيرة عن انقسامات داخلية غير مسبوقة بين القيادات السياسية والعسكرية في إسرائيل، فقد شهد الأسبوع الماضي سلسلة من التسريبات والاتهامات العلنية بين الطرفين، تمحورت حول جدوى اجتياح غزة.
وبرز الخلاف بشكل واضح خلال الأيام التي سبقت الاجتماع المحوري لمجلس الوزراء الأمني، عندما أعرب رئيس الأركان إيال زامير عن شكوكه حول مدى أمان وجدوى التحرك نحو احتلال كامل للقطاع.
مجازر يومية بحق المدنيين
في الجانب الميداني، تواصل قوات الاحتلال ارتكاب مجازر مروعة بحق المدنيين الفلسطينيينخصوصًا المنتظرين للحصول على المساعدات الإنسانية، حيث يتعرضون يوميًا لخطر الموت برصاص الاحتلال العشوائي أو من خلال الاستهداف المباشر لهم، وتعكس هذه الممارسات تعكس سياسة ممنهجة لتجويع وإرهاب السكان.
حصيلة كارثية للعدوان منذ أكتوبر 2023
منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، استشهد أكثر من 60 ألف فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فيما تجاوز عدد الجرحى 146 ألف مصاب وفق إحصاءات غير نهائية، إذ لا يزال كثير من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات حيث تعجز طواقم الإسعاف والإنقاذ عن الوصول إليهم بسبب القصف المستمر والحصار المشدد.
تصعيد مفتوح على كل الاحتمالات
مع استمرار العمليات العسكرية، وتزايد الانقسامات داخل إسرائيل، وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، يبدو أن المنطقة تتجه نحو تصعيد أوسع، ما لم تتدخل الأطراف الدولية بجدية لفرض وقف لإطلاق النار وإيجاد حل سياسي شامل يضع حدًا لهذه المأساة.
