تفاصيل مقترح أميركي محدث لإنهاء حرب غزة.. هل توافق حماس وإسرائيل؟

اثار الدمار في غزة
اثار الدمار في غزة

أعدت الولايات المتحدة الأميركية مقترحاً محدثاً بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وذلك عقب محادثات حركة حماس مع الوسطاء في القاهرة، وبعد النقاشات التي جرت مع إسرائيل خلال الأسبوع الجاري.

وشددت مصادر أميركية وعربية، على أن جميع الأطراف تدرس حالياً مسودة المقترح، واصفة إياه بأنه بمثابة "بنية تحتية لكسر الجمود في المفاوضات"، وفق ما ذكره موقع "يسرائيل هيوم" اليوم السبت.

تسوية دائمة متعددة المراحل

يتضمن المقترح الأميركي على تسوية دائمة مكونة من عدة مراحل، تبدأ بمبادرة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، وتنتهي بوقف طويل الأمد لإطلاق النار. 

كما تهدف الصيغة المحدثة إلى تجنب الاصطدام بالموقف الإسرائيلي الذي يشدد على إبرام اتفاق شامل لا صفقة جزئية، مع إتاحة إمكانية وقف إطلاق نار يحقق الإفراج عن جزء من الأسرى الإسرائيليين مقابل التهدئة.

المرحلة الأولى من المبادرة

وتعتمد المرحلة الأولى على مقترح ويتكوف مع تعديلات طفيفة، وتتضمن الإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء وجثامين القتلى، على أن تبدأ خلال فترة وقف إطلاق النار مفاوضات حول شروط إنهاء الحرب، بما في ذلك نزع سلاح حركة حماس، وإجلاء ما تبقى من قياداتها في القطاع، ونقل المسؤولية المدنية إلى جهة دولية.

والجدير بالإِارة أن المستجد في الطرح الأميركي هو البدء بتطبيق إدارة مدنية دولية لسكان القطاع أثناء فترة وقف إطلاق النار، قبل التوصل لاتفاق نهائي، ما يعني تخلي حماس عن سيطرتها المدنية لصالح جهات أخرى، بهدف إخراج المدنيين في غزة من دائرة الحرب وبدء إعادة إعمار القطاع.

خيار بديل لمكان المفاوضات

وفي السياق ذاته، أوضح مصدر أميركي أن المفاوضات، إذا انطلقت، قد لا تعقد في قطر، وأن المقترح سيقدم لحماس كخيار أخير لتجنب الاحتلال الإسرائيلي الكامل للقطاع وما يترتب على ذلك من تداعيات، كما أكد أن إسرائيل تحظى بدعم أميركي كامل لتنفيذ هذه الخطة في حال رفضت حماس، لكن هذا الدعم ليس بلا سقف زمني.

ترامب والتوقيت الحرج

كما أشار المصدر الأميركي، إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مصمم على إنهاء الحرب في غزة خلال أسابيع أو أشهر قليلة، موضحًا أن التوقيت حساس للغاية بسبب الوضع الدبلوماسي حول إسرائيل، واقتراب انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، وسط إعلان بعض الدول الغربية نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية ودفع قرارات دولية ضاغطة لإنهاء الحرب.

ولا يستبعد أن يقوم ترامب، الذي نجح سابقاً في إنهاء ثلاثة نزاعات دولية، بزيارة إسرائيل لإتمام الاتفاق أو فور الاقتراب من توقيعه، معتبراً أن إنهاء الحرب في غزة قد يكون آخر إنجازاته إذا نجح أيضاً في إنهاء حرب أوكرانيا.

الموقف الإسرائيلي من المبادرة

وفي المقابل، أبدى فريق التفاوض الإسرائيلي وأجهزة الأمن والمستوى السياسي شكوكاً بشأن تغير موقف حماس، لكن غالبية المسؤولين يرون أن الإفراج عن نصف الأسرى على الأقل ضمن مقترح ويتكوف أو صيغة مشابهة سيكون مقبولاً.

ووفقًا لما ذكرته صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، نقلًا عن مسؤول إسرائيلي قوله، إن التزام الدولة يشمل جميع المختطفين، وأن مقترحاً متعدد المراحل يؤدي للإفراج عنهم جميعاً أفضل من الاكتفاء بالمقترح الأصلي، معرباً عن شكوكه في استعداد حماس لتنفيذ الشروط، مشيراً إلى أن الأمر يعتمد على ضغط إيران وعلى مدى قناعة قيادة الحركة بجدية الجيش في السيطرة الكاملة على القطاع، رغم الخلافات الداخلية في إسرائيل.

عرب 48