ردد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقولة إنه تمكن من إيقاف ست حروب، من بينها واحدة كادت أن تندلع بين مصر وإثيوبيا، مشيراً إلى أن الحرب بين أوكرانيا وروسيا ستكون السابعة.
إيقاف 6 حروب
وقدم نفسه على أنه صانع سلام يستحق جائزة نوبل، في وقت تثار فيه تساؤلات كثيرة حول طبيعة هذه الحروب ومدى دقة تصريحاته.
ووفقاً لما ذكرته موقع "أكسيوس"، فأن غالبية الصراعات التي قال ترامب إنه أنهاها لم تحل بشكل كامل، أو لم يتم توقيع اتفاق رسمي بشأنها، مثل الصراع بين مصر وإثيوبيا، على الرغم من تحقيقه بعض الاختراقات الدبلوماسية منذ بداية ولايته الثانية، وسط سعيه المتواصل للحصول على جائزة نوبل للسلام.
وأشار "الموقع"، إلى أنه أرسل قائمة بالصراعات التي ذكرها ترامب إلى البيت الأبيض للتأكد مما إذا كانت هي المقصودة بالفعل، فأكد البيت الأبيض ذلك، بل وأضاف صراعاً سابعاً، ثم قام موقع "أكسيوس" بعرض تفاصيل هذه الصراعات.
مصر وإثيوبيا
شهدت العلاقات بين مصر وإثيوبيا أزمة دبلوماسية بسبب سد النهضة الإثيوبي الذي أقيم على نهر النيل، إذ تخشى القاهرة أن يشكل تهديداً لأمنها المائي. وقال البيت الأبيض لموقع "أكسيوس" إن هذه الحرب يجب اعتبارها قد حلت بوساطة ترامب، رغم أن حرباً فعلية لم تقع ولم يتم توقيع أي اتفاق سلام.
كما أدعى ترامب، أن مواجهة عسكرية كانت ستندلع بين القاهرة وأديس أبابا لولا تدخله، وخلال ولايته الأولى حاول إنهاء الأزمة، لكنه فشل بعد انسحاب إثيوبيا من المفاوضات.
كما اتهمت أديس أبابا ترامب بالتحريض على الحرب، بعد أن صرح بأن مصر قد "تفجر السد".
أرمينيا وأذربيجان
وفي الأسابيع الماضية تم توقيع اتفاق سلام بين أرمينيا وأذربيجان في البيت الأبيض برعاية ترامب.
وقد خاض البلدان سلسلة من النزاعات الحدودية منذ ثمانينيات القرن الماضي، وكان آخرها في عام 2023.
كما اتفق الطرفان على إنهاء صراعاتهما، وعلى إنشاء طريق عبور رئيسي بين أراضيهما أُطلق عليه اسم "طريق ترامب للسلام والازدهار الدولي".
الكونغو الديمقراطية ورواندا
وعلى مدار سنوات، تواجهت الكونغو الديمقراطية ورواندا في نزاعات حدودية، تسببت في نزوح ملايين الأشخاص وولدت أزمة إنسانية متفاقمة.
وفي يونيو الماضي، وقع البلدان اتفاق سلام في البيت الأبيض برعاية أميركية.
إلا أن الجيش الكونغولي وحركة "M23" المدعومة من رواندا تبادلا الاتهامات لاحقاً بخرق الاتفاق وتنفيذ هجمات متبادلة وحشد قوات عسكرية، مما أثار الشكوك حول استمرارية هذا الاتفاق.
إيران وإسرائيل
وفي السياق ذاته، دعمت الولايات المتحدة إسرائيل في حربها ضد إيران، حيث قصفت في يونيو الماضي بعض المنشآت النووية الإيرانية.
وبعد ذلك، لعب البيت الأبيض دور الوسيط لتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، غير أن المثير للجدل كان أن واشنطن كانت طرفاً في النزاع ذاته.
كما يزعم البيت الأبيض أن هجماته ساهمت في إضعاف البرنامج النووي الإيراني، والحد من خطر اندلاع مواجهة جديدة.
لكن احتمالية تجدد الصراع لا تزال قائمة، إذ تصر إسرائيل على حقها في استهداف طهران إذا استأنفت تطوير برنامجها النووي، فيما لم تحرز أي تقدم في المفاوضات النووية حتى الآن.
ترامب يستضيف زيلينسكي للبحث عن نهاية للصراع
الهند وباكستان
وخلال العام الماضي، أعلن ترامب أنه استخدم النفوذ التجاري الأميركي للضغط على الهند وباكستان من أجل التوصل إلى تهدئة وتوقيع اتفاق لوقف كامل وفوري لإطلاق النار.
غير أن الهند رفضت أي تدخل خارجي في صراعها مع باكستان، ونفت ادعاءات ترامب بأنه لعب أي دور مباشر في وقف إطلاق النار.
كمبوديا وتايلاند
وكشفت كل من كمبوديا وتايلاند في يونيو الماضي التوصل إلى اتفاق لوقف صراع حدودي دام خمسة أيام، وأسفر عن سقوط عشرات القتلى ونزوح الآلاف.
وقد تم توقيع الاتفاق في ماليزيا بعد ضغوط مارسها ترامب وتهديده بوقف الصفقات التجارية مع البلدين، ومع ذلك، تبادلت الدولتان لاحقاً الاتهامات بتنفيذ هجمات جديدة رغم توقيع الاتفاق.
صربيا وكوسوفو
استقلت كوسوفو عن صربيا عام 2008 بعد حرب طويلة، غير أن بلغراد لم تعترف باستقلالها، وظل النزاع قائماً حول السيادة والهوية الوطنية.
وخلال عام 2020، أعلنت إدارة ترامب التوصل إلى اتفاق محدود بين الطرفين عُرف بـ"اتفاق واشنطن"، اقتصر على الشأن الاقتصادي وكان قصير الأمد، فيما بقي التوتر قائماً بين صربيا وكوسوفو حتى اليوم، وفقاً لتقرير موقع "أكسيوس".