تصعيد غير مسبوق.. صحيفة عبرية تهاجم مصر بسبب موقف السيسي من ترامب

ترامب والسيسي
ترامب والسيسي

هاجمت صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية، المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي على خلفية سياسته الرافضة لخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان غزة. 

وجاء التقرير بعنوان "مصر تحدث تغييرا جذريا"، حيث اعتبرت الصحيفة أن القاهرة لم تعد تخشى مواجهة واشنطن، وأصبحت لاعبًا رئيسيًا في مفاوضات صفقة الأسرى، الأمر الذي أثار القلق في إسرائيل.

 عودة مصر إلى الصدارة

وأشارت "الصحيفة"، إلى أن التطورات الأخيرة في مفاوضات الأسرى تعكس صعود مكانة مصر، مشيرة إلى زيارة رئيس الوزراء القطري محمد آل ثاني إلى القاهرة برفقة رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد مصطفى إلى معبر رفح، وما رافق ذلك من ترحيب أمريكي وإسرائيلي بالتطورات.

 وأوضحت "الصحيفة"، أن مصر التي تراجعت مكانتها في العقد الماضي لصالح السعودية والإمارات، استعادت موقعها القيادي بعد أحداث 7 أكتوبر، لتعود إلى صدارة المشهد السياسي العربي من جديد.

 قوة عسكرية ودور إقليمي

كما لفتت "الصحيفة"، إلى أن الحروب في غزة والسودان جعلت من مصر الوسيط الطبيعي في محادثات وقف إطلاق النار، فيما ساهم انقسام جماعة الإخوان المسلمين في تعزيز استقرار النظام.

 وفي السياق ذاته، تبنت جامعة الدول العربية الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة رغم تكلفتها الباهظة المقدرة بـ 50 مليار دولار، وأكدت الصحيفة أن الجيش المصري عزز من قوته بشكل كبير عبر صفقات تسليح متنوعة من فرنسا وألمانيا وروسيا وإيطاليا، إلى جانب إجراء مناورات مشتركة مع الصين وروسيا، مما عزز حضوره على حدود سيناء وليبيا والسودان.

 خلافات مع واشنطن

ووفقاً لما ذكرته "الصحيفة"، نقلًا عن الباحث التركي بوراك كين كليك، فأن العلاقات المصرية الأمريكية تدخل مرحلة جديدة، حيث تتبنى القاهرة توازنًا طويل الأمد بين واشنطن وقوى أخرى كروسيا والصين. 

وأكد "الباحث"، أن الضغوط الأمريكية في ملفات حقوق الإنسان، إلى جانب التطورات الإقليمية، دفعت مصر إلى تبني موقف أكثر حزمًا، وأحيانًا تصادميًا، تجاه واشنطن، مع استمرار ارتباطها بإطار المساعدات العسكرية والمالية.

 تحالفات متوازنة

وأشار "كليك"، إلى أن مصر نجحت في تنويع تحالفاتها الإقليمية والدولية، حيث وطدت علاقاتها مع دول الخليج، وحافظت على حوار أمني براغماتي مع إسرائيل، وفي الوقت ذاته بنت قنوات مع روسيا والصين وحتى إيران.

وبذلك عادت القاهرة لتطرح نفسها كلاعب أساسي في ملفات غزة والسودان وشرق المتوسط، بعدما همشتها اتفاقيات إبراهام لصالح قوى إقليمية أخرى.

 موقف مزدوج

وفي سياق متصل، نوهت "الصحيفة"، إلى أن العلاقات المصرية الأمريكية تمر بمرحلة حرجة، إذ تجمع بين خطاب دبلوماسي ناعم ومواقف صارمة في قضايا جوهرية، حيث تجلى ذلك مؤخرًا في تصريحات وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بواشنطن، عندما أشاد بدور ترامب في دعم الحلول السلمية للنزاعات، في الوقت الذي دخلت فيه القاهرة في مفاوضات لشراء أنظمة دفاع جوي متطورة، وهو ما وصفته الصحيفة بـ "المفارقة الفاضحة".

روسيا اليوم