أفاد تقرير صادر عن مجلة "ذا أتلانتيك"، بأن حركة حماس ما تزال تمتلك ما يقارب 20 ألف مقاتل نشط، على الرغم من مرور نحو عامين على اندلاع الحرب في قطاع غزة، لافتًا إلى أن السياسات الإسرائيلية أدت إلى تفاقم الأوضاع، وزادت المخاوف من انفجار الوضع في الضفة الغربية.
وشددت "المجلة"، على أن المسؤولين الإسرائيليين ارتكبوا "خطأ استراتيجياً وأخلاقياً بالغ الخطورة" حين منعوا الغذاء عن سكان غزة، مما عرّض مئات الآلاف لخطر المجاعة، في خطوة أثارت صدمة عالمية دفعت عدداً من الدول لإعلان نيتها الاعتراف بدولة فلسطين.
رهان عسكري فاشل
وأشارت "المجلة"، إلى أن إسرائيل بدلاً من التقدم نحو صفقة لتحرير الرهائن المتبقين على قيد الحياة، وسحب قواتها من داخل القطاع، والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية، اختارت المراهنة على توسيع الحرب لإجبار حماس على الاستسلام أو الانهيار، غير أن التساؤل الأبرز يبقى: كيف يمكن لجولة جديدة من القتال أن تحقق ما فشلت فيه 22 شهراً من المواجهات العنيفة؟
ووفقًا لما ذكرته "المجلة"، نقلًا عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "عدد مقاتلي حماس الحالي يصل إلى 20 ألفاً، وهو رقم صادم بالنظر إلى التقديرات السابقة التي كانت تؤكد أن إسرائيل قتلت أكثر من ضعف هذا العدد".
إخفاق نتنياهو
وفي سياق متصل، لفتت "المجلة"، إلى أن استمرار قدرة حماس على توجيه ضربات إلى إسرائيل، رغم عامين من حملة عسكرية مدمرة، يعد فشلاً سياسياً كبيراً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وعد منذ أكثر من 15 عاماً بالقضاء على الحركة، ومع سقوط عشرات الآلاف من الفلسطينيين، لا تزال حماس قادرة على القتال وإعادة بناء صفوفها.
وقال محلل إسرائيلي: "لقد تحولت الحرب إلى مستنقع حقيقي. إسرائيل لم تحقق أهدافها، وحماس لم تهزم، والنتيجة وضع لا يمكن الدفاع عنه أخلاقياً ولا تحمله استراتيجياً".
خطر الضفة الغربية
كما ورأت "ذا أتلانتيك" أن الخطر الأكبر لا يكمن في غزة وحدها، بل في الضفة الغربية، حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين فلسطيني إلى جانب مئات الآلاف من المستوطنين الإسرائيليين، في بيئة شديدة التوتر قابلة للانفجار.
وشددت "المجلة"، على أن هجمات المستوطنين في الضفة الغربية تصاعدت بشكل ملحوظ، وفي بعض الحالات جرى ذلك بمشاركة أو تغاضٍ من الجنود الإسرائيليين أنفسهم، مما زاد التوترات.
ونقلت عن دبلوماسي غربي قوله: "نحن نقترب من نقطة الغليان في الضفة الغربية، وإذا اندلعت المواجهات على نطاق واسع، فلن تتمكن إسرائيل من السيطرة عليها بسهولة".
قلق أميركي متزايد
ومنذ السابع من أكتوبر، تصاعد العنف في الضفة، بالتزامن مع حصول المستوطنين على تمثيل غير مسبوق داخل الحكومة الإسرائيلية، ما قلص من قدرة السلطة الفلسطينية على ضبط الأوضاع.
كما أوضحت "المجلة"، أن هذا المشهد المكون من يأس الفلسطينيين، وغطرسة المستوطنين، وغياب أي أفق سياسي، يحول الضفة الغربية إلى "برميل بارود قابل للاشتعال".
ونقلت "المجلة"، عن قائد عسكري إسرائيلي سابق قوله: "إسرائيل تركز كثيراً على غزة، لكنها تغفل أن الضفة الغربية قد تكون التهديد الأخطر على المدى الطويل، إذا اندلع تمرد واسع هناك، فسيكون من الصعب جداً احتواؤه".
أما في واشنطن، فقد حذر مسؤول بارز في الإدارة الأميركية قائلاً: "نحن قلقون للغاية مما يحدث في الضفة، إذا انفجرت الأوضاع، فإن كل ما نحاول تحقيقه في غزة أو عبر المسار الدبلوماسي سيتبخر".
غياب الأفق السياسي
وختمت "المجلة" بالإشارة إلى أن البيت الأبيض يفتقد النفوذ والإرادة لفرض شروط ملزمة على إسرائيل، وفي ظل انسداد الأفق السياسي واستمرار توسع المستوطنات والمواجهات، يظهر جيل فلسطيني شاب لم يعرف سوى الاحتلال والعنف، ما يجعل المستقبل أكثر تعقيداً.