كشفت مصادر أمنية إسرائيلية، أن قطر تكثف ضغوطها غير المباشرة على تل أبيب لمنع تنفيذ خطة احتلال مدينة غزة في وقت تسعى فيه الدوحة إلى حشد أكبر عدد ممكن من الدول للانضمام إلى هذه الجهود وممارسة ضغط جماعي على الحكومة الإسرائيلية.
وأشارت المصادر إلى أن الرسائل القطرية تتركز على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، في محاولة لثنيهما عن المضي قدماً نحو الحسم العسكري الكامل.
حماس وعرض الاتفاق الشامل
ووفق التقديرات الأمنية ذاتها، فإن الاقتراح الأخير الذي قدمته حركة حماس بشأن اتفاق شامل قد يشكل نقطة تحول مهمة في مسار المفاوضات، غير أن موقع "واللا" العبري كشف أن نتنياهو يتعمد إخفاء خيار الاتفاق الجزئي عن حماس، مفضلاً إبقاء المفاوضات مرتبطة فقط باتفاق كامل.
وتعتقد المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن إصدار أمر التوغل في قلب غزة بات قريباً جداً، وحينها سيتعين على قيادة حماس أن تقرر إما تحسين عرضها المتعلق بإطلاق سراح الأسرى وصولاً إلى اتفاق شامل، أو تثبيت موقفها الرافض والمضي في المواجهة.
الكابنيت بين خيارين
وبحسب ما تسرب من نقاشات الحكومة المصغرة (الكابنيت)، فإنه في المرحلة المقبلة سوف يطرح على الطاولة قرار مصيري هل يستمر الجيش الإسرائيلي في المناورة البرية والتوغل داخل غزة حتى تحقيق أهدافه العسكرية، أم يتم التوقف عند نقطة معينة والانخراط في صفقة تبادل أسرى شاملة تضع حداً لجانب من الحرب الدائرة.
استعدادات ميدانية وتكثيف الحشود
ميدانياً، بلغت الاستعدادات لاحتلال مدينة غزة مرحلة متقدمة حيث جرى حشد لواءي الاحتياط العاشر والحادي عشر إلى جانب وحدات أخرى، بهدف التدريب على الخطط الموضوعة قبل الدخول في مناورة أوسع داخل عمق القطاع، وتشير المصادر إلى أن الخطة تتضمن قدراً كبيراً من التمويه والسرية، ولم يتم الكشف عن تفاصيلها حتى الآن للقوات الميدانية بشكل كامل.
تقييم أمني حاسم خلال يومين
من المقرر أن يعقد وزير الجيش الإسرائيلي خلال اليومين المقبلين جلسة تقييم للوضع مع كبار قادة هيئة الأركان العامة، حيث سيتم استعراض كافة الاستعدادات العسكرية والتكتيكات المطروحة، تمهيداً لاتخاذ قرار نهائي بشأن التوغل، وتؤكد التقديرات أن إسرائيل تستعد لمرحلة فارقة قد تعيد رسم ملامح الحرب وتحدد مستقبل المفاوضات مع حماس.
