كشفت صور التقطتها الأقمار الاصطناعية تصاعد وتيرة أعمال البناء في منشأة جديدة مرتبطة بالبرنامج النووي الإسرائيلي، قرب مدينة ديمونا في صحراء النقب جنوب إسرائيل، وفق ما أوردته وكالة "أسوشيتد برس" اليوم الأربعاء.
غموض حول طبيعة المنشأة
وفي هذا الإطار، أشار الخبراء إلى أن الموقع الجديد قد يكون مفاعلاً نووياً للماء الثقيل أو منشأة لتجميع الأسلحة النووية، غير أن السرية التي تفرضها إسرائيل تجعل من الصعب تأكيد ذلك.
وأفاد 7 خبراء فحصوا الصور، بأن العمل مرتبط ببرنامج إسرائيل النووي لقربه من مفاعل "ديمونا"، فيما توقع ثلاثة منهم أن يكون البناء لمفاعل جديد قادر على إنتاج البلوتونيوم، بينما اعتبر آخرون أنه قد يكون موقعاً لتجميع الأسلحة النووية.
تقييمات الخبراء
ومن جهته، قال جيفري لويس، الخبير في مركز "جيمس مارتن" لدراسات منع الانتشار النووي: "من المحتمل أن يكون مفاعلاً، من الصعب جداً تخيل شيء آخر".
وكشفت الصور التي التقطتها "بلانيت لابس" بتاريخ 5 يوليو الماضي، أن البناء يشمل جدراناً خرسانية سميكة وعدة طوابق تحت الأرض، مع غياب القبة المعتادة لمفاعلات الماء الثقيل.
والجدير بالإشارة أن أعمال الحفر بدأت في الموقع منذ عام 2021، حيث ظهرت حينها حفرة ضخمة قرب المفاعل الأصلي، لتتحول لاحقاً إلى موقع بناء مكثف يثير المزيد من التساؤلات حول طبيعة المشروع.
بديل محتمل لمفاعل ديمونا
وقد تجاوز عمر المفاعل الحالي في ديمونا، الذي يعمل منذ ستينات القرن الماضي، العمر الافتراضي المعتاد للمفاعلات المماثلة، ما يعزز احتمال استبداله أو تحديثه.
كما صرح إدوين ليمان، الخبير النووي في اتحاد العلماء المعنيين: "قد يكون هذا مفاعلاً جديداً دون قبة، لكن غياب الشفافية يجعل التأكد أمراً شديد الصعوبة".
سياسة الغموض النووي
وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تتبع سياسة "الغموض النووي" وترفض أي عمليات تفتيش دولية، ما يدفع الخبراء والجمهور إلى التكهن، ويعتقد أنها أنتجت عشرات الرؤوس الحربية النووية منذ ثمانينات القرن الماضي.
وقدرت نشرة علماء الذرة عام 2022 أن الترسانة النووية الإسرائيلية تضم نحو 90 رأساً حربياً.
والجدير بالذكر أن هذه الأعمال تثير قلقاً دولياً، خصوصاً بعد أن استهدفت إسرائيل والولايات المتحدة مواقع نووية في إيران خلال يونيو الماضي بدعوى منع طهران من تصنيع سلاح نووي.