كشفت صحيفة معاريف العبرية، أن منطقة الشرق الأوسط تشهد سباق تسلح متسارعًا قد يغير موازين القوى الإقليمية، ووصفت الأمر بأنه "أخبار سيئة لإسرائيل"، وسلط التقرير الضوء على صفقة أمريكية ضخمة مع مصر إلى جانب تحركات عسكرية متقدمة في تركيا، مما يعكس تحولًا استراتيجيًا يضع إسرائيل أمام تحديات جديدة.
صفقة تاريخية بين مصر والولايات المتحدة
أكدت وزارة الخارجية الأمريكية موافقتها على صفقة محتملة مع مصر لتزويدها بنظام دفاع جوي متطور من طراز NASAMS بتكلفة تقدر بـ 4.67 مليار دولار، وهي من أضخم الصفقات في تاريخ التعاون العسكري بين واشنطن والقاهرة.
وأوضحت وكالة التعاون الأمني الدفاعي (DSCA) أن الصفقة تشمل تقديم دعم فني وهندسي ولوجستي من قبل خبراء أمريكيين لضمان التشغيل الفعال للنظام وصيانته، مشيرة إلى أن الخطوة تأتي في إطار تعزيز أمن "حليف رئيسي من خارج الناتو"، ودعم الاستقرار في الشرق الأوسط.
قدرات نظام NASAMS
النظام الدفاعي الذي طورته الولايات المتحدة والنرويج مصمم لاعتراض الطائرات المعادية، والطائرات المسيّرة، وصواريخ كروز، ووفقًا للتقرير، يمثل هذا النظام نقلة نوعية في قدرات الدفاع الجوي المصري، خاصة في ظل تصاعد التهديدات الجوية في المنطقة.
ويرى خبراء أن هذه الصفقة لا تعزز فقط قدرات مصر الدفاعية، بل تحمل أيضًا رسالة ردع قوية لأي طرف قد يفكر في اختراق أجوائها، خصوصًا في ظل تحذيرات القاهرة المستمرة لإسرائيل من أي عمليات تستهدف شخصيات فلسطينية على أراضيها.
دور شركة RTX الأمريكية
أشارت الصحيفة إلى أن المقاول الرئيسي للصفقة هو شركة RTX، إحدى أكبر شركات الصناعات الدفاعية في العالم، وتنتج الشركة طيفًا واسعًا من المعدات تشمل محركات الطائرات، الصواريخ، أنظمة الدفاع الجوي، الطائرات المسيرة، والأقمار الصناعية، إضافة إلى كونها لاعبًا محوريًا في مجالات الأمن السيبراني والاستخبارات.
تركيا تدخل سباق التسلح
لم يتوقف التقرير عند مصر، بل ربط هذا التطور بخطوات مماثلة في تركيا. فأنقرة تسعى لتوقيع صفقة كبرى مع ألمانيا وبريطانيا بقيمة 5.6 مليار دولار لشراء 40 طائرة يوروفايتر تايفون متطورة، كما تواصل مفاوضاتها للحصول على مقاتلات F-35 من الولايات المتحدة.
وخلال معرض أمني في إسطنبول، أعلنت تركيا عن صاروخ باليستي جديد يصل مداه إلى 1000 كيلومتر، في حين كشف وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي، محمد فاتح كاشير، عن مشروع قيد التطوير لصاروخ باليستي بمدى 2000 كيلومتر.
انعكاسات استراتيجية على إسرائيل
بحسب الصحيفة العبرية، فإن هذا التسليح غير المسبوق في مصر وتركيا يعيد رسم خريطة التوازنات الإقليمية. فمصر التي كانت في السابق حليفًا استراتيجيًا لإسرائيل، تعزز الآن قدراتها الدفاعية بشكل قد يُفهم كخطوة لفرض معادلة ردع جديدة، أما تركيا، التي تمثل منافسًا إقليميًا مباشرًا، فتعمل على ترسيخ مكانتها كقوة عسكرية رئيسية في المنطقة.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات تمثل تحديًا لإسرائيل، التي اعتادت الاعتماد على تفوقها العسكري النوعي لضمان الردع، إلا أن البيئة الأمنية المتغيرة، والدعم الأمريكي المباشر أو غير المباشر لدول الجوار، يعيدان تعريف مفهوم التفوق الإسرائيلي في الشرق الأوسط.