كشفت وسائل إعلام عبرية، أن الجيش الإسرائيلي تمكن فعلياً من إتمام عملية عزل مدينة غزة عن العالم الخارجي بعد سيطرته على مناطق واسعة داخل المدينة وفي محيطها، وهذا التطور الميداني أدى إلى نزوح ما يزيد عن 600 ألف مواطن من سكان القطاع باتجاه الجنوب، في مشهد يعكس حجم المأساة الإنسانية المتفاقمة.
أكدت صحيفة "معاريف" العبرية، أن القوات الإسرائيلية تخوض حالياً معارك مباشرة داخل غزة حيث تواجه آخر التشكيلات العسكرية المنظمة التابعة لحركة حماس، في وقت وصف فيه مصدر أمني إسرائيلي الوضع بأنه يمثل "مرحلة النهاية" بالنسبة للحركة التي تعيش حالة ارتباك وضغط غير مسبوق.
مواجهة حماس
أوضح المصدر ذاته، أن مقاتلي حماس لم يعودوا قادرين على استيعاب حجم القوات الإسرائيلية المنتشرة حول معاقلهم ولا من أي اتجاه تتوالى عليهم الضربات، وهو ما دفعهم إلى تقليص الاشتباكات المباشرة والاكتفاء بعمليات محدودة جداً.
ورغم هذا التراجع، شهدت المواجهات الأخيرة مقتل الضابط الإسرائيلي شاحار نتانيل بوزاغلو قائد سرية في الكتيبة المدرعة 77، مما يعكس استمرار خطورة المعارك على الأرض.
التقديرات العسكرية
تشير التقديرات العسكرية أيضاً إلى أن حماس باتت تميل إلى إعادة التموضع في محاولة للحفاظ على ما تبقى من قوتها البشرية، وسط تقارير عن حالة توتر وضغط نفسي كبيرين في صفوف مقاتليها وقياداتها، كما زعمت مصادر إسرائيلية أن الحركة لجأت إلى استخدام المدنيين كدروع بشرية، بل وهاجمت قافلة تابعة للأمم المتحدة خلال الأيام الماضية، في مؤشر على حجم المأزق الذي تمر به.
توسيع العمليات العسكرية
من جانب آخر، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، مع حلول رأس السنة العبرية، أن المؤسسة العسكرية تستعد لتوسيع عملياتها على مختلف الجبهات، وأشار إلى أنه تم اتخاذ قرار بتعزيز قدرات الجيش عبر تجهيز عشرات السرايا لمهام قتالية متنوعة تشمل الهجوم والدفاع، إضافة إلى تفعيل جميع برامج التدريب القتالي.
وشدد المتحدث على أن الاستعدادات تشمل القوات الجوية والبرية والبحرية، في غزة والضفة الغربية على حد سواء، في إطار خطة لتعزيز الجاهزية الشاملة، كما تم الدفع بمقاتلين من دورة الضباط للمشاركة في العملية البرية التي أطلق عليها اسم "عربات جدعون 2" داخل مدينة غزة، إلى جانب تعزيز الانتشار العسكري على خطوط التماس ومختلف المناطق الحساسة في الضفة.
بهذا، تبدو المعركة في غزة مقبلة على مرحلة جديدة حيث يسعى الجيش الإسرائيلي إلى فرض سيطرته الكاملة على المدينة، في وقت تحاول فيه حماس الحفاظ على وجودها الميداني وسط ظروف عسكرية وسياسية شديدة التعقيد.