أبدى خبيران روسي وتركي، تحفظاتهما على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الأزمة في قطاع غزة، مشيرَين إلى وجود نقائص جوهرية قد تعرقل إمكانية تطبيقها على أرض الواقع.
ثغرات في خطة ترامب
وفي هذا الإطار، قالت زفياغيلسكايا، الباحثة في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، خلال حديثها لوكالة "نوفوستي":"خطة ترامب قد تسهم في تهدئة الوضع ووقف إطلاق النار، لكن من غير المرجح أن يمر تنفيذها بسهولة".
وتابعت الخبيرة الروسية: "لا أعتقد أن هذه الخطة قابلة للتنفيذ بشكل كامل. ومع ذلك، فهي أكثر واقعية مقارنة بمقترحاته السابقة التي كانت بعيدة تمامًا عن الحقائق الميدانية، ما يطرح الآن يبدو أكثر تفكيرًا وتدرجًا، لكنه يصطدم بعقبات كبيرة: الأوضاع المتفجرة في غزة، الانقسامات داخل حماس، والخلافات السياسية داخل إسرائيل".
كما أكدت "الخبيرة"، أن الخطة "ليست حلاً نهائيًا"، مشيرة إلى أن "الحل الجذري يتطلب معالجة شاملة للقضية الفلسطينية، وهو ما لا يزال بعيد المنال"، مشيرة إلى أن "تحقيق استقرار مؤقت في غزة يمكن اعتباره إنجازًا إيجابيًا، شرط التعامل مع المقترحات بجدية وواقعية".
ومن جهتها، أفادت حركة حماس بأنها "ستجد صعوبة بالغة في قبول الخطة، لأنها عمليًا تعني نهاية حكمها في القطاع"، قبل أن تختتم بالقول: "لا أرى مخرجًا آخر، وإلا فلن يكون هناك سوى استمرار المجزرة".
غياب الشرعية الديمقراطية
وفي السياق ذاته، انتقد الخبير التركي أونور أويمن الخطة الأمريكية بشدة، معتبرًا أنها "تعاني من أوجه قصور أساسية"، أبرزها "تجاهلها التام لإرادة الشعب الفلسطيني وحقه في انتخاب حكومته".
وقال "أويمن"، في تصريح لوكالة "نوفوستي":"الخطة تفتقر لأي أساس ديمقراطي، فهي لا تتطرق مطلقًا إلى تشكيل حكومة فلسطينية منتخبة، كما أن ملامحها تظهر بوضوح أنها لا تأخذ إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة بعين الاعتبار".
ولفت "الخبير التركي"، إلى أن الولايات المتحدة نفسها "لا تعترف بدولة فلسطين"، موضحًا أن "هناك اختلافات جوهرية في التفسيرات بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن بنود الخطة".
وتأتي تصريحاته بعد إعلان المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد آل عنسري، أن "حركة حماس تناقش خطة ترامب لإنهاء الحرب على غزة بالتنسيق مع قطر وتركيا".
كما أردف الخبير التركي، قائلًا:"هناك تساؤلات محورية: هل ستلتزم الأطراف فعلًا بوقف إطلاق النار؟ هل ستقبل حماس بالشروط المطروحة؟ لذلك، لا يمكن النظر إلى الخطة سوى كخطوة أولية نحو التهدئة، بينما تبقى نتائجها غير واضحة".
وختم قائلاً: "هذه الخطة لا تثير أي تفاؤل في الوقت الراهن. الحل الحقيقي يكمن في مفاوضات جادة، وهو أمر لا يمكن تحقيقه إلا بعد وقف دائم لإطلاق النار".
تفاصيل خطة ترامب
والجدير بالإشارة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد كشف يوم الاثنين عن خطة تتألف من 20 بندًا تهدف إلى إنهاء الأزمة في غزة، ومن أبرز بنودها:
وقف فوري لإطلاق النار، مع الإفراج عن الرهائن خلال 72 ساعة.
استبعاد حماس والفصائل المسلحة من أي دور مباشر أو غير مباشر في إدارة القطاع.
تسليم الحكم إلى سلطة تقنية تحت إشراف هيئة دولية يرأسها ترامب شخصيًا.