محللون إسرائيليون: نتنياهو أمام خيارين مصيريين بشأن خطة ترامب

نتنياهو
نتنياهو

أكد محللون إسرائيليون أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب التي تشنها تل أبيب على قطاع غزة، وضعت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بين خيارين: إما إحباطها نظرًا لتضمنها بند الانسحاب من القطاع، أو تنفيذها لاستثمارها سياسيًا في الانتخابات المقبلة.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو في واشنطن، استعرض ترامب أبرز بنود خطته، ومنها إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، ونزع سلاح حركة "حماس"، وتشكيل هيئة دولية إشرافية برئاسته تكون مسؤولة عن تدريب إدارة جديدة للحكم في غزة، مع استبعاد الحركة الفلسطينية.

وأشار "ترامب"، أن خطته تشمل الإفراج عن الأسرى خلال 72 ساعة ووقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أنه ناقش مع نتنياهو خطة أوسع للسلام في الشرق الأوسط بأسره.

دعم نتنياهو وتحفظات حماس

كما أعلن نتنياهو عن دعمه للخطة، معتبرًا أنها تحقق الأهداف الإسرائيلية من الحرب، مؤكدًا أن غزة ستحظى بإدارة مدنية سلمية لا تديرها حماس ولا السلطة الوطنية الفلسطينية إذا نفذت.

وفي المقابل، اعتبر القيادي في حماس حمود مرداوي أن الخطة قريبة من الرؤية الإسرائيلية، فضفاضة وغير مضمونة، وتهدف لوأد الزخم الدولي والاعترافات بدولة فلسطين، مؤكدًا أن حركته ستناقش المقترح مع الفصائل الفلسطينية، مشددًا على أن سلاح المقاومة موجه فقط نحو الحرية والاستقلال.

هل يعرقلها نتنياهو؟

وفي هذا الصدد، تساءل المحلل جوناثان ليز في صحيفة "هآرتس": كيف يمكن لنتنياهو أن يحبط خطة ترامب الطموحة لوقف إطلاق النار في غزة؟ وأشار إلى أن نتنياهو عارض علنًا إنهاء الحرب حرصًا على استقرار حكومته، وسبق أن اتخذ خطوات لعرقلة المفاوضات.

واعتبر "ليز"، أن إعلان ترامب قد يشكل غطاءً سياسيًا لإنهاء الحرب، لكنه رجح أن الانتخابات المقبلة قد تزيد من تعقيد خيارات نتنياهو خاصة إذا بقي الأسرى لدى حماس.

نتنياهو يواجه معضلة

ومن جهته، يرى المحلل إيتمار إيشنر من "يديعوت أحرونوت"، أن الوعد الأكثر واقعية في خطة ترامب هو إطلاق سراح جميع الرهائن، معتبرًا أن تحقيق ذلك سيكون إنجازًا مهمًا رغم بعض البنود غير المريحة لإسرائيل.

كما أوضح "إيشنر"، أن نتنياهو يواجه عزلة دولية متزايدة، وأن قبول الخطة قد يكون خيارًا لا مفر منه، رغم الضغوط من اليمين المتطرف، لافتًا إلى أن مساعدين لنتنياهو وصفوا الخطة بأنها "انقلاب استراتيجي" يخرج إسرائيل من عزلتها الدبلوماسية، ويضمن الإفراج المتزامن عن الأسرى.

نتنياهو يدرك المأزق

فيما أكدت المحللة آنا بارسكي من صحيفة "معاريف"، أن نتنياهو يدرك صعوبة تمرير الاتفاق في ظل وجود بن غفير وسموتريتش بالحكومة، لكنه لا يبدو قلقًا، إذ يرى أن الصيغة الحالية تلبي معظم المطالب الإسرائيلية، مشيرة إلى أن الأحزاب المتطرفة تراهن على رفض حماس للخطة، بينما يعتمد نتنياهو على إنهاء الحرب وتسويقها كإنجاز سياسي يعزز موقعه في الانتخابات المقبلة.

ولفتت "بارسكي"، إلى أن نتنياهو يخطط لترسيخ رواية انتخابية تقول إنه أخرج إسرائيل من عزلتها وأعاد الأسرى، موضحة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي اعتذر لنظيره القطري محمد بن عبد الرحمن عن الهجوم الذي استهدف قادة بحماس في الدوحة، في إقرار بأهمية الدور القطري في أي تسوية.

وعلى الرغم من طرح الخطة، تواصل إسرائيل عدوانها على القطاع بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر 2023، ما أسفر حتى 20 سبتمبر الجاري عن استشهاد 66 ألفًا و55 فلسطينيًا وإصابة 168 ألفًا و346 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى مجاعة أودت بحياة 453 شخصًا بينهم 150 طفلًا. في المقابل، تؤكد حماس استعدادها للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى، بينما يواجه نتنياهو اتهامات داخلية بأنه يطيل أمد الحرب للحفاظ على بقائه السياسي.

وكالة الأناضول