صرح وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الأحد، بأن إسرائيل تتوقع بدء تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال وقت قريب، والتي تتضمن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وبدء خطوات الانسحاب التدريجي من قطاع غزة.
وقال كاتس في تصريحاته للصحافة العبرية: "قد نسمع قريبًا أخبارًا عن عودة أسرانا الأحياء والأموات، بفضل خطة ترامب التي ستؤدي إلى نزع سلاح حركة حماس بشكل كامل."
وأكد الوزير أن الجيش الإسرائيلي منتشر حاليًا في مدينة غزة ومستعد لأي تطور ميداني، مشيرًا إلى أن أي رفض من جانب حماس للخطة الأميركية سوف يقابل باستئناف فوري لإطلاق النار.
موافقة إسرائيل على الانسحاب الأولي
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن مساء أمس، السبت 4 أكتوبر، أن إسرائيل وافقت رسميًا على الانسحاب الأولي لقواتها من قطاع غزة، في خطوة تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى بين الجانبين.
وأوضح ترامب أن الخطة الأمريكية تم عرضها على حركة حماس، قائلاً: "إسرائيل وافقت بعد مفاوضات مكثفة على خط انسحاب أولي من غزة، وأبلغنا حماس بذلك، وعندما تعلن الحركة موافقتها، سوف يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فورًا."
وأضاف أن المرحلة التالية سوف تتضمن تبادل الأسرى وتهيئة الظروف لاستكمال الانسحاب الإسرائيلي الكامل، معتبرًا أن هذه الخطوات قد تمهد لـ"إنهاء مأساة استمرت لآلاف السنين" على حد تعبيره.
نزع سلاح حماس
في السياق ذاته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حكومته ماضية في تنفيذ أهدافها العسكرية والسياسية في غزة، مشددًا على أن نزع سلاح حركة حماس سيتم سواء من خلال المفاوضات أو عبر الحرب.
وفي كلمة مسجلة ألقاها مساء السبت، قال نتنياهو: "سنعيد جميع المختطفين الأحياء والأموات، بفضل وجود الجيش الإسرائيلي في عمق غزة، وحتى الآن تمكّنا من إعادة 207 مختطفين، ولن أتخلى عن استعادة الباقين أو عن استكمال أهداف الحرب".
وزعم نتنياهو أن الضغط العسكري الكبير الذي مارسته إسرائيل أجبر حركة حماس على إبداء المرونة تجاه الخطة المطروحة، مضيفًا أنه أصدر تعليماته إلى رون ديرمر، رئيس طاقم المفاوضات الإسرائيلي، بالتوجه إلى مصر لبحث تفاصيل خطة ترامب مع الوسطاء.
خطة ترامب بين القبول والتهديد
تثير خطة ترامب التي تقترح انسحابًا تدريجيًا لإسرائيل من غزة مقابل ضمانات أمنية ونزع سلاح حماس، جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية الإسرائيلية والفلسطينية، ففي الوقت الذي تراها واشنطن طريقًا نحو "إنهاء الحرب وإطلاق سراح الأسرى"، تعتبرها حماس خطة منحازة لا تلبي المطالب الفلسطينية الأساسية، خاصة فيما يتعلق برفع الحصار وضمان السيادة الكاملة على القطاع.
ومع تمسك كاتس ونتنياهو بموقفهما المتشدد واستعداد الجيش الإسرائيلي "لكل الاحتمالات"، تبدو المرحلة المقبلة في غزة مليئة بالتطورات بين خيار التهدئة المشروطة أو العودة إلى التصعيد العسكري من جديد.