أكدت صحيفة "معاريف" العبرية، أن رد حركة حماس على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة بمثابة "بالون اختبار يحمل رسالة مزدوجة".
رد متوقع من حماس
وأفادت "الصحيفة"، بأن رد حماس جاء كما هو متوقع: "نعم، ولكن!"، موضحة أن الحركة وافقت على خطة ترامب لكنها رفضت تسليم سلاحها أو السماح بوجود دولي أو تشكيل حكومة غير فلسطينية.
كما اعتبرت "الصحيفة"، أن هذا الرد التقليدي يعكس محاولة لكسب الوقت والمناورة السياسية.
واشنطن وتل أبيب أمام مرحلة جديدة
وأشارت "الصحيفة"، إلى أن أحداً لم يتفاجأ، لا سيما في واشنطن، معتبرة أن تسلم ترامب لرد رسمي يمثل بداية مرحلة جديدة واختباراً مزدوجاً لكل من حماس وإسرائيل.
وفي السياق ذاته، أوضحت "الصحيفة"، أن إسرائيل تواجه مأزقاً دبلوماسياً بعد هذا الرد، إذ أن أي رفض إسرائيلي قد يبدو سلبياً بعد أن اكتسبت شرعية بطرح ترامب خطته وموافقة نتنياهو عليها.
أزمة الائتلاف الإسرائيلي
ولفتت "الصحيفة"، إلى أن الائتلاف الحاكم في إسرائيل يمر بأزمة خطيرة، حيث هدد سموتريتش وبن غفير بالاستقالة إذا تم وقف إطلاق النار قبل "القضاء التام على حماس".
وفي المقابل، يرسل غانتس إشارات للانضمام للحكومة إذا تمت الموافقة على الخطة، بينما عرض لابيد "شبكة أمان" لصفقة تبادل الأسرى مقابل تحديد موعد للانتخابات.
مأزق نتنياهو السياسي
وأوضحت "الصحيفة"، أن خطة ترامب قد تؤدي إلى تفكك الحكومة الإسرائيلية وتشكيل حكومة جديدة قصيرة العمر، فإذا وافق نتنياهو على الخطة، فسيخسر دعم شركائه في اليمين المتطرف لكنه قد يحصل على دعم من الوسط والمعارضة، أما إذا رفضها، فسيخسر دعم واشنطن وأوروبا وربما الشرعية الدولية.
وفي سياق متصل، أفادت الصحفية العبرية، بإن حكومة نتنياهو تواجه أصعب معضلة سياسية منذ عقود: كيف تحافظ على تماسكها الداخلي تحت ضغط البيت الأبيض من جهة وضغوط وزرائها من جهة أخرى؟ وللتعامل مع هذه الأزمة، تسعى إسرائيل إلى تحقيق ثلاثة أهداف: طمأنة واشنطن، الحفاظ على السيطرة العسكرية، ومنع انهيار التحالف الحاكم أو تأجيله.
وختمت الصحيفة بأن الموقف الحالي يعكس مشهداً نادراً: "كلا الطرفين يسعى للظهور وكأنه يوافق، دون أن يقدم موافقة حقيقية، حماس تكسب الوقت، إسرائيل تكسب شرعية سياسية، والولايات المتحدة تحقق إنجازاً دبلوماسياً، بينما يقترب ترامب من حلم نيل جائزة نوبل للسلام".