اختتمت الجولة الأولى من مفاوضات شرم الشيخ بين وفدي حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي وسط أجواء وصفت بالإيجابية، وفق ما نقلته قناة القاهرة الإخبارية، وتأتي هذه المباحثات ضمن الجهود المصرية القطرية المشتركة الرامية إلى تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة والتوصل إلى تسوية شاملة تضمن وقف العمليات العسكرية وإطلاق سراح الأسرى.
وأكدت القناة أن اللقاءات سوف تستأنف اليوم الثلاثاء لمواصلة النقاشات غير المباشرة بين الجانبين، مع اقتراب المفاوضات من "أقرب نقطة على الإطلاق" للتوصل إلى اتفاق، بحسب تصريحات مسؤولين أميركيين وإسرائيليين لموقع أكسيوس.
المفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح
وفي أول تعليق رسمي، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن المفاوضات الجارية في مصر تسير على نحو جيد، مؤكدًا أن حماس وافقت على نقاط مهمة للغاية، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن هناك خطوطًا حمراء لن يسمح بتجاوزها.
وأضاف ترامب في تصريحات لوكالة فرانس برس: "أعتقد أننا قريبون جدًا من التوصل إلى اتفاق، رغم أن محاولات سابقة استمرت لسنوات دون نتيجة. هذه المرة مختلفة، وسننجح في إنهاء الحرب في غزة".
كما نفى ترامب الأنباء التي تحدثت عن انتقاده لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكدًا أن الأخير "إيجابي جدًا" تجاه التفاهمات المقترحة.
خارطة طريق جديدة
من جانبها، أكدت مصادر فلسطينية مطلعة أن الجلسة الأولى من المفاوضات بمشاركة وسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة وتركيا أسفرت عن وضع خارطة طريق واضحة تحدد آليات التفاوض والجدول الزمني لجولاته المقبلة.
وأوضحت المصادر أن وفد حماس الذي ضم كلاً من خليل الحية وزاهر جبارين، واللذين نجا كلاهما من محاولة اغتيال في الدوحة الشهر الماضي أبلغ الوسطاء أن استمرار القصف الإسرائيلي في غزة يعرقل أي تقدم في ملف الأسرى، مؤكدًا أن وقف العمليات الميدانية شرط أساسي لتهيئة الأجواء.
وذكرت المصادر أن النقاشات تركزت حول ترتيبات وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي من القطاع وتبادل الأسرى والمحتجزين، إلى جانب قضايا إنسانية وإغاثية عاجلة تتعلق بإدخال المساعدات وإعادة الخدمات الأساسية.
ملف إدارة غزة بعد الحرب
وبحسب تقارير عبرية، فإن المفاوضات لا تقتصر على القضايا الأمنية والعسكرية فقط، بل تمتد إلى مناقشة مستقبل إدارة قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار.
وأفادت القناة 13 الإسرائيلية أن نتنياهو وجه وفده المفاوض بعدم إبداء أي مرونة في بنود خطة ترامب، فيما كشفت الإذاعة العبرية أن المقترحات المطروحة تشمل تشكيل قوة دولية مؤقتة لتثبيت الاستقرار والإشراف على مرحلة إعادة الإعمار.
وأكدت التقديرات الإسرائيلية أن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت المفاوضات ستتوج باتفاق نهائي أم ستواجه عراقيل جديدة بسبب تباين مواقف الطرفين.
خطة ترامب من 20 بندًا
وكان ترامب قد أعلن الأسبوع الماضي عن خطة تتضمن 20 بندًا رئيسيًا لوقف الحرب وإرساء السلام في غزة، وجاء في أبرز محاورها:
- الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين الإسرائيليين أحياءً وجثامين، مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين.
- انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من القطاع دون تحديد جدول زمني دقيق.
- نزع السلاح الكامل من غزة وإنهاء سيطرة حركة حماس على الإدارة المدنية.
- تشكيل هيئة انتقالية لإدارة القطاع بمشاركة دولية، تتولى السلطة الفلسطينية لاحقًا مسؤولياتها ضمن ترتيبات تهدف إلى استعادة الوحدة الفلسطينية.
وتشير الخطة إلى أن هذه الإجراءات ستنفذ بإشراف مباشر من مصر وقطر والولايات المتحدة، وبمواكبة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، لضمان تطبيق بنود الاتفاق ومراقبة الوضع الإنساني والأمني في القطاع.