دعت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيانٍ صادرٍ عنها اليوم، المجتمع الدولي إلى الاصطفاف إلى جانب الإنسانية واتخاذ خطواتٍ عاجلة لإنهاء الحرب المستمرة على قطاع غزة، التي تدخل عامها الثالث وسط تصاعد المعاناة الإنسانية غير المسبوقة.
وقالت الجمعية إن الحرب المدمّرة التي اندلعت قبل عامين أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 65,000 فلسطيني وإصابة ما يزيد على 150,000 آخرين، معظمهم من المدنيين، في ظلّ دمارٍ واسع طال المنازل والمدارس والبنى التحتية، وتقييدٍ شديد لدخول المساعدات الإنسانية.
وأكد البيان أنّ الطواقم الطبية والإنسانية التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني تواصل عملها في ظروفٍ غاية في الخطورة، رغم نقص الوقود والدواء والمواد الأساسية، واستهدافها المتكرر أثناء أداء مهامها. وقد فقدت الجمعية 29 من كوادرها منذ بدء الحرب، بينهم مسعفون استُهدفوا أثناء محاولتهم إنقاذ الطفلة هند رجاب (5 سنوات) وعائلتها في كانون الثاني 2025، إضافةً إلى ثمانية مسعفين استُهدفوا في رفح في آذار 2025.
وأوضح الدكتور يونس الخطيب، رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن طواقم الجمعية "أدت مهامها بشجاعة وتفانٍ رغم الخطر المحدق بها وبعائلاتها"، مشددًا على أنه "لا ينبغي للعاملين في المجال الإنساني والطبي أن يضطروا للمخاطرة بحياتهم في كل مرة يحاولون فيها إنقاذ الآخرين".
ودعت الجمعية الأمم المتحدة والدول والمؤسسات الإنسانية الدولية إلى "الاصطفاف إلى جانب الإنسانية وإنهاء هذه الحرب البشعة"، والوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك ضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكلٍ كافٍ لتلبية الاحتياجات الهائلة في غزة، ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات بحق المدنيين والعاملين الإنسانيين.
وأكدت الجمعية أنها، رغم التحديات الهائلة، ما زالت تواصل أداء مهامها الإنسانية والطبية بفضل صمود كوادرها ومتطوعيها، ودعم شركائها وثقة الجمهور بها، مجددة التزامها بالعمل وفقًا للقانون الدولي الإنساني.
واختتم البيان بدعوةٍ للمجتمع الدولي إلى إيقاف المذبحة في قطاع غزة، وإنهاء هذا الدمار العبثي، وضمان أن تسود الإنسانية والعدالة والكرامة في فلسطين.
