شرم الشيخ على صفيح ساخن.. مفاوضات "اليوم الحاسم" بين إسرائيل وحماس لإنهاء حرب غزة

مفاوضات وقف إطلاق النار
مفاوضات وقف إطلاق النار

تتواصل في مدينة شرم الشيخ، اليوم الأربعاء، جولات المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس لليوم الثالث على التوالي، في أجواء يغلب عليها "التفاؤل الحذر" وسط مشاركة عدد من كبار المسؤولين الإقليميين والدوليين.

وتسعى الأطراف إلى التوصل إلى اتفاق شامل يوقف العمليات العسكرية في قطاع غزة ويضمن إطلاق سراح الأسرى من الجانبين، في خطوة قد تمهد لمرحلة استقرار مؤقت بعد شهور من التصعيد الدموي.

حضور أمريكي لافت في شرم الشيخ

شهدت المفاوضات تطورًا لافتًا مع وصول مبعوثي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، إلى شرم الشيخ للانضمام إلى الاجتماعات، في إطار خطة جديدة يقال إنها تستند إلى "مبادرة ترامب للسلام المعدّلة".

كما يشارك في المحادثات كل من رئيس المخابرات التركية إبراهيم كالين، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى جانب وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ما يعكس حجم الاهتمام الدولي بإنجاح هذه الجولة الحساسة من التفاوض.

وقف الحرب وتبادل الأسرى

تتمحور المفاوضات حول القضايا الجوهرية المتعلقة بوقف العمليات العسكرية وتبادل الأسرى، مع بحث آليات تنفيذية دقيقة تضمن الالتزام المتبادل، وبحسب مصادر إسرائيلية، ركزت الجلسات السابقة على الملفات التقنية مثل خرائط الانسحاب ومراحل وقف إطلاق النار، دون التطرق إلى القضايا السياسية الأعمق، مثل مستقبل الحكم في غزة بعد الحرب أو الترتيبات الأمنية طويلة المدى.

تفاؤل حذر في تل أبيب 

نقلت القناة 12 الإسرائيلية أجواء من "تفاؤل حذر جدًا" تسود الأوساط السياسية والأمنية في تل أبيب، مشيرة إلى أن هناك إصرارًا أمريكيًا قويًا على تحقيق اختراق قبل نهاية الأسبوع.

لكن الشكوك لا تزال قائمة داخل المؤسسة الإسرائيلية بشأن "جدية" حركة حماس ورغبتها الفعلية في التوصل إلى اتفاق سريع، وسط مخاوف من أن تطرح الحركة مطالب تعتبرها إسرائيل "تعجيزية" تتعلق بقوائم الأسرى، وخطوط الانسحاب، والجداول الزمنية للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين.

ملف البرغوثي يعود إلى الواجهة

كشفت التقارير العبرية أن حماس تطالب بالإفراج عن الأسير مروان البرغوثي ضمن قائمة تضم كبار الأسرى الذين ترفض إسرائيل منذ سنوات إدراجهم في أي صفقة تبادل، وتخشى تل أبيب من أن تستغل الحركة ضغط الوقت واندفاع الوسطاء الأمريكيين لفرض شروطها، خصوصًا أن الإدارة الأمريكية تسعى لإغلاق ملف غزة ضمن "صفقة ترامب المعدلة" التي تهدف لإعادة التهدئة الإقليمية.

تفاهمات أولية وجدل حول خرائط الانسحاب

ذكرت صحيفة يسرائيل هيوم أن هناك تفاهماً مبدئياً يسمح لحماس بالبحث عن جثث الأسرى الإسرائيليين داخل غزة، لكن إسرائيل لم توافق بعد على إدراج اسم البرغوثي ضمن الصفقة.

في المقابل، أشارت القناة 14 إلى أن مواقف حماس العلنية تختلف عن مواقفها في الغرف المغلقة، فيما أكدت القناة 12 استمرار الخلافات حول خرائط الانسحاب ومراحل تنفيذ الاتفاق.

الوساطة الأمريكية

أفادت مصادر أمريكية بأن واشنطن قد تطرح قريبًا صيغة "خذ أو اترك" إذا لم يتحقق تقدم ملموس خلال الأيام المقبلة، مؤكدة أن الإدارة الأمريكية تسابق الزمن لإنهاء صفقة غزة هذا الأسبوع.

وشهدت جلسة الأمس محادثات استمرت نحو خمس ساعات، قدم خلالها وفد حماس مقترحًا يقضي بربط مراحل الإفراج عن الأسرى بمراحل الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من القطاع، بحيث يتزامن إطلاق آخر أسير مع خروج آخر جندي إسرائيلي من غزة.

وأكد مسؤولون أمريكيون للقناة 12 أن المفاوضين الأمريكيين جاريد كوشنر وستيف ويتكوف لن يغادرا مصر قبل التوصل إلى اتفاق مبدئي يضمن إطلاق الأسرى ووقف الحرب، معبرين عن تفاؤلهم بإمكانية إعلان اتفاق خلال أيام معدودة، إذا استمرت الأجواء الإيجابية في شرم الشيخ.

وكالات