صحيفة عبرية تكشف عقبتان أمام اتفاق إنهاء الحرب في غزة.. وهذه الورقة الوحيدة لإنجاح المفاوضات

مفاوضات وقف إطلاق النار
مفاوضات وقف إطلاق النار

كشفت صحيفة "معاريف" العبرية أن المفاوضات الجارية في شرم الشيخ لوقف إطلاق النار في غزة وصلت إلى نقطة بالغة الحساسية مع دخولها اليوم الثالث، حيث برزت خلافات حادة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس وفد حركة حماس خليل الحية، مما جعل الطرفين، بحسب الصحيفة، العقبة الأكبر أمام توقيع اتفاق نهائي يقوم على المبادرة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب.

وأكدت الصحيفة أن كلا الرجلين يتحركان بدافع من الغرور والرغبة في الانتقام؛ فالحية، بحسب التقرير، يواجه أزمة داخلية حادة مع قيادة الجناح العسكري لحماس في غزة، خصوصًا بعد إعلان عز الدين الحداد، قائد الجناح العسكري، رفضه الاستسلام أو رفع الرايات البيضاء، رغم موافقته المبدئية على هدنة مشروطة بإطلاق جميع الرهائن، إلا أن طموح الحية الشخصي ومحاولته تأكيد نفوذه، جعلا المفاوضات تدخل مرحلة توتر شديدة تهدد بانهيارها.

نتنياهو يسعى لإعادة كتابة التاريخ

أما على الجانب الإسرائيلي، فتقول “معاريف” إن نتنياهو يحاول توظيف المفاوضات سياسيًا بعد يوم "الحداد الوطني" على قتلى عملية 7 أكتوبر، الذين سقطوا خلال فترة حكمه.

وتشير الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى إلى رسم صورة "الانتصار الكامل" لتجنب لجان التحقيق المحتملة حول فشله الأمني والسياسي، محاولًا إنقاذ مستقبله السياسي عبر إنهاء الحرب بشروط تمنحه شرعية أمام الشارع الإسرائيلي.

الورقة الوحيدة لإنجاح المفاوضات

وفي المقابل، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن النفوذ الشخصي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو العامل الحاسم الوحيد القادر على إنجاح المفاوضات الجارية في شرم الشيخ.

وأوضحت أن انضمام شخصيات أمريكية نافذة مثل غاريد كوشنر وستيف ويتكوف إلى جلسات التفاوض، يعكس جدية واشنطن في فرض اتفاق نهائي يضمن إطلاق سراح الرهائن الـ48 ووقف إطلاق النار في القطاع.

وترى “يديعوت” أن ترامب أمام اختبار مصيري، فنجاحه في التوصل إلى اتفاق قد يجعله يستحق جائزة نوبل للسلام، بينما فشله سيضع الأمن العالمي ومصير الرهائن في مهبّ الريح.

خروقات محتملة وتوتر متصاعد

وأضافت “يديعوت أحرونوت” أن المفاوضات في الساعات الأخيرة باتت تعتمد على حزم ترامب وإصراره على إنجاز الاتفاق، خاصة في ظل رغبة الطرفين إسرائيل وحماس في إنهاء الحرب، غير أن القيادة الخارجية للحركة برئاسة خليل الحية، وإصرار نتنياهو على المكاسب السياسية، يشكلان أرضية خصبة لأي خرق محتمل لقواعد التفاوض.

كما أوضحت أن كلا الجانبين أبدى استعدادًا مبدئيًا لقبول اتفاق التهدئة، لكن انعدام الثقة المتبادل يجعل الطريق نحو التسوية مليئًا بالعقبات، لا سيما مع استمرار ضغوط الجناح العسكري لحماس في غزة وتردد المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بشأن أي تنازلات دون ضمانات أمريكية واضحة.

أسلوب ترامب غير تقليدي

وفي سياق متصل، أشارت صحيفة "هآرتس" إلى أن ترامب يتبنى أسلوبًا "عسكريًا ميدانيًا" في إدارة المفاوضات، يشبه ما يُدرَّس لضباط الجيش الأمريكي الشباب، حيث يحاول إجبار الطرفين على التعاون ولو قسراً، معتبرًا أن التقارب الجزئي بين حماس وإسرائيل قد يكون السبيل الوحيد لإنهاء الحرب.

وأضافت الصحيفة أن الهدف الإسرائيلي الأساسي الآن هو تحرير جميع الرهائن دفعة واحدة قبل نهاية الأسبوع، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي في وضع دفاعي معقد على خطوط الجبهة، بينما تعيش حماس آخر مراحل الإنهاك الميداني داخل غزة بعد حصارها الكامل في المدينة وانقطاعها عن سكانها الذين كانوا يشكّلون "درعًا بشريًا" في المعارك السابقة.

حماس في الزاوية وإسرائيل تحبس أنفاسها

ذكرت المصادر العسكرية الإسرائيلية أن الوضع الميداني في غزة بات “على حافة الانفجار”، إذ لم تعد لدى حماس قدرات هجومية فعالة سوى تنفيذ عمليات محدودة الطابع مثل اختطاف جندي أو إطلاق صواريخ متفرقة نحو أسدود.

وفي المقابل، تبقي إسرائيل قواتها في حالة استعداد قصوى تحسبًا لفشل المفاوضات، حيث تستعد لتنفيذ عملية "عربات جدعون 2" التي تهدف إلى السيطرة الكاملة على مدينة غزة والمخيمات المركزية.

شرم الشيخ عند مفترق طرق

من جانبها، نقلت قناة "أخبار 12" العبرية عن مسؤول عسكري في تل أبيب قوله: "نحن في لحظة تاريخية غير مسبوقة، قد تحدد مصير الحرب برمتها"، وأوضح أن الديناميكيات الجديدة بين الوفدين الإسرائيلي والحمساوي تشير إلى إمكانية تحقيق تقدم فعلي، لكن القلق يظل قائمًا من حدوث أزمة في اللحظات الأخيرة قد تنسف الجهود كلها.

وأكد أن حماس تطالب بضمانات مكتوبة لإنهاء الحرب فور إطلاق الرهائن، بينما ترفض إسرائيل ربط مسألة الهدنة بمستقبل الحكم في غزة، مما يجعل الخلافات الجوهرية قائمة رغم تقارب المواقف الفنية في بعض البنود.

إرم نيوز