تحركات مفاجئة.. زوجة مروان البرغوثي تغادر رام الله وسط مفاوضات شرم الشيخ الحساسة

مروان البرغوثي
مروان البرغوثي

أفاد مصدر فلسطيني لموقع Ynet الإسرائيلي، أن فدوى البرغوثي زوجة القيادي الفلسطيني البارز والأسير المحكوم بالمؤبد مروان البرغوثي، غادرت مدينة رام الله بشكل مفاجئ وسريع الليلة الماضية متجهة إلى القاهرة، في خطوة أثارت تساؤلات عديدة حول توقيتها ودلالاتها السياسية.

وأشار المصدر إلى أن هذه المغادرة جاءت في وقت بالغ الحساسية، تزامنًا مع تصاعد المفاوضات الجارية في شرم الشيخ بشأن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية إلى وقف الحرب في قطاع غزة، والتوصل إلى اتفاق شامل لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.

ملف الأسرى في صدارة مباحثات شرم الشيخ

وتستمر منذ يوم الإثنين المباحثات المكثفة في شرم الشيخ، التي تقوم على خطة سلام أمريكية تتضمن عدة بنود أساسية، أبرزها:

  • وقف إطلاق النار الكامل في قطاع غزة.
  • الإفراج المتبادل عن الأسرى والمعتقلين بين إسرائيل وحماس.
  • انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من القطاع.
  • نزع سلاح حركة حماس تدريجيًا تحت إشراف دولي.

وذكرت قناة القاهرة الإخبارية أن الجانب المصري بدأ فعليًا مناقشة قوائم الأسرى الفلسطينيين الذين من المقرر أن تشملهم صفقة التبادل الجديدة وفق ما يجري تداوله في المفاوضات الجارية.

قائمة حماس

وبحسب ما نقلته القناة، فإن حركة حماس قدمت قائمة أولية تضم أسماء قيادات فلسطينية بارزة تطالب بالإفراج عنها في إطار أي اتفاق نهائي، ومن بين هذه الأسماء:

  • مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح.
  • أحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
  • حسن سلامة، أحد أبرز قادة الجناح العسكري لحماس.
  • عباس السيد، المتهم بالمسؤولية عن عمليات فدائية خلال الانتفاضة الثانية.

وتشير مصادر مطلعة إلى أن إدراج اسم البرغوثي في قائمة حماس يعد تطورًا لافتًا، خاصة أنه يمثل رمزًا للوحدة الوطنية الفلسطينية ويحظى بقبول واسع بين مختلف الفصائل، مما يجعل مسألة الإفراج عنه ورقة تفاوضية شديدة الأهمية بالنسبة للقاهرة وواشنطن على حد سواء.

خلفية عن مروان البرغوثي وأحكامه

يعد مروان البرغوثي أحد الوجوه الأبرز في حركة فتح، وواحدًا من القيادات التي لعبت دورًا محوريًا في الانتفاضة الفلسطينية الثانية بين عامي 2000 و2005.

وقد اعتقلته القوات الإسرائيلية عام 2002، وبعد عامين أصدرت المحاكم العسكرية خمسة أحكام بالسجن المؤبد بحقه، بعد إدانته بالمسؤولية عن عمليات مقاومة مسلحة ضد أهداف إسرائيلية.

ورغم سجنه، ما زال البرغوثي يتمتع بتأثير سياسي واسع داخل الشارع الفلسطيني، حيث يُنظر إليه باعتباره أحد أبرز المرشحين المحتملين لقيادة الحركة الوطنية الفلسطينية مستقبلاً في حال أُفرج عنه ضمن أي صفقة قادمة.

تساؤلات حول دور فدوى البرغوثي

أثارت مغادرة فدوى البرغوثي إلى القاهرة بهذا التوقيت الحساس تكهنات واسعة، إذ يرى بعض المراقبين أنها قد تكون جزءًا من ترتيبات غير معلنة تتعلق بملف الأسرى أو تواصل مباشر مع الوسطاء المصريين لبحث إمكانية إدراج اسم زوجها رسميًا في الصفقة.

في المقابل، يعتقد آخرون أن رحلتها ربما تحمل طابعًا شخصيًا أو إنسانيًا، لكنها بلا شك تتزامن مع تحركات سياسية متسارعة قد تؤدي إلى تحول جذري في ملف الأسرى الفلسطينيين، خصوصًا بعد دخول شخصيات دولية مؤثرة على خط الوساطة.

مصر في قلب الوساطة

تؤكد مصادر مصرية أن القاهرة تلعب الدور الأكثر نشاطًا في إدارة المفاوضات بين إسرائيل وحماس، وتسعى إلى تحقيق صفقة تبادل متوازنة تحفظ ماء وجه الطرفين وتؤسس لمرحلة تهدئة طويلة الأمد.

ويرجح أن ملف مروان البرغوثي سوف يكون محورًا أساسيًا في الاجتماعات الجارية، خاصة أن الإفراج عنه سيحمل رمزية كبيرة للشعب الفلسطيني، وقد يسهم في تعزيز فرص المصالحة بين حركتي فتح وحماس في مرحلة ما بعد الحرب.

روسيا اليوم