شهدت مفاوضات شرم الشيخ بشأن وقف الحرب في غزة تطورات متسارعة ومؤشرات على زخم إقليمي ودولي غير مسبوق، مع انضمام مسؤولين رفيعي المستوى من دول عربية وإسلامية مؤثرة، ويأتي ذلك بلتزامن مع تزايد التقديرات الإسرائيلية باحتمال التوصّل إلى اتفاق خلال الأيام المقبلة.
مشاركة إقليمية تضيق الخناق على نتنياهو
وفي هذا الإطار، رحب القيادي في حركة حماس عزت الرشق بانضمام رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، ورئيس جهاز المخابرات التركي، إلى جانب رئيس جهاز المخابرات المصري إلى جولة المفاوضات، مؤكداً أن هذه المشاركة "تمنح المفاوضات دفعة قوية لتحقيق نتائج إيجابية لوقف الحرب وتبادل الأسرى".
وأشار "الرشق"، إلى أن هذا الانخراط الإقليمي "يضيق هامش المناورة أمام رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لمواصلة العدوان أو إفشال المفاوضات"، موضحًا أن هناك الضغط المتزايد من القوى الوسيطة لتسريع التفاهمات.
تفاؤل إسرائيلي نادر
وفي السياق ذاته، كشفت صحيفة هآرتس عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن هناك "احتمالاً كبيراً للتقدم في مفاوضات غزة والتوصل إلى اتفاق خلال أيام"، لافتةً إلى أن الأجهزة الأمنية تبدي للمرة الأولى قدراً من التفاؤل بشأن إتمام الصفقة.
وأوضحت "الصحيفة"، أن الولايات المتحدة تبدي التزاماً غير مسبوق لإتمام الاتفاق، حيث ينخرط الرئيس الأميركي دونالد ترامب شخصياً في متابعة المفاوضات، بينما يسعى الوسطاء إلى تثبيت وقف شامل لإطلاق النار يعقبه اتفاق لتبادل الأسرى وانسحاب تدريجي من قطاع غزة.
ضغوط تمنع الانهيار
ومن جهتها، نقلت صحيفة بوليتيكو الأميركية عن مستشار إسرائيلي أن "الاتفاق بات قريباً لأن ترامب لن يترك لنتنياهو مجالاً للمناورة".
كما تشير الأجواء في شرم الشيخ، وفق مصادر عربية مشاركة، إلى حالة من التفاؤل الحذر تسود أجواء الوفود، مع استمرار النقاشات الفنية حول الجداول الزمنية وآليات التنفيذ، وسط ضغوط متزايدة لتجنب أي انهيار في المحادثات قد يُعيد التصعيد العسكري إلى الواجهة.