48 ساعة حاسمة.. ماذا ينتظر مفاوضات غزة في الساعات المقبلة؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كشفت مصادر فلسطينية مطلعة على مجريات المفاوضات غير المباشرة في شرم الشيخ، اليوم الأربعاء، إن الساعات الـ48 المقبلة ستكون مفصلية في تحديد مصير المحادثات بين حركة حماس وإسرائيل، في ظل ضغوط أميركية متزايدة للتوصل إلى اتفاق أولي يتضمن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وأوضحت "المصادر"، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، أن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة في المكتب البيضاوي، والتي تعهد فيها باستخدام "كل جهده ونفوذه لضمان التزام الأطراف بالاتفاق"، جاءت بعد سلسلة اتصالات أجراها مسؤولون أميركيون مع الوسطاء المصريين والقطريين وأطراف فلسطينية عبر قنوات غير مباشرة.

نشاط دبلوماسي مكثف

وأشارت "المصادر"، إلى أن الساعات الأخيرة شهدت نشاطاً دبلوماسياً ملحوظاً، حيث عقدت الوفود المصرية والقطرية اجتماعات منفصلة مع ممثلي حماس والجانب الإسرائيلي، ركزت على خطوط الانسحاب الميدانية وضمانات التنفيذ.

كما أردفت "المصادر"، أن الولايات المتحدة دخلت بشكل أعمق على خط المفاوضات بعد تلقيها إشارات إيجابية من القاهرة والدوحة، لافتة إلى أن واشنطن اختارت هذه المرة العمل خلف الكواليس لتفادي إفشال التقدم الهش.

تحركات لافتة لوفد أميركي

وفي السياق ذاته، أكدت "المصادر"، أن وصول جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره السابق، والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى شرم الشيخ، مؤشر واضح على أن المفاوضات بلغت مراحلها النهائية، إذ يرتبط حضورهما عادة بصياغة التفاهمات النهائية أو وضع الضمانات الأميركية.

وتشهد مدينة شرم الشيخ لليوم الثالث استضافة هذه المفاوضات، في إطار خطة ترامب المؤلفة من عشرين بنداً، والتي أعلن عنها أواخر سبتمبر الماضي.

خطة ترامب.. بنود أساسية

والجدير بالإشارة أن الخطة تتضمن على وقفا فورياً لإطلاق النار، والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين خلال 72 ساعة مقابل عمليات تبادل للأسرى، إضافة إلى نزع سلاح حركة حماس وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية، يعقبه تشكيل مجلس دولي لإدارة المرحلة الانتقالية وإعادة إعمار القطاع.

وخلال بداية الشهر الحالي، أبدت حماس موافقتها على الخطة وأكدت استعدادها لتسليم المحتجزين الإسرائيليين دفعة واحدة، وبدء مفاوضات جادة تنهي الحرب المستمرة منذ عامين.

ضغوط أميركية على نتنياهو

وفي سياق متصل، نقل مصدر فلسطيني أن الإدارة الأميركية مارست في الساعات الماضية ضغوطاً مباشرة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقبول بوقف إطلاق النار، لافتاً إلى أن ترامب أبلغ نتنياهو شخصياً خلال لقائهما الأخير في واشنطن أن استمرار الحرب لم يعد مقبولاً.

كما لفت "المصدر"، إلى أن واشنطن أبدت استعداداً لتقديم ضمانات أمنية وسياسية لكل الأطراف، بما في ذلك حماس والدول العربية، شريطة الالتزام الكامل ببنود الاتفاق المرتقب.

تفاؤل حذر

وشددت "المصادر"، على أن الضمانات المطروحة تشمل آلية إشراف دولية على تنفيذ وقف إطلاق النار، وجدولاً زمنياً واضحاً لانسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق في القطاع، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيود.

وأشارت "المصادر"، إلى أن الأجواء تسودها حالة من "التفاؤل الحذر"، إذ يدرك الجميع تعقيدات الملفات العالقة، لكن هناك رغبة إقليمية ودولية بإنهاء الحرب، في وقت تعتبر فيه واشنطن أن استمرارها سيضر بمصالحها في المنطقة.

كما أكدت "المصادر"، على أن أي اتفاق لن يكون مقبولاً لدى حماس ما لم يتضمن وقفا شاملاً ونهائياً للعمليات العسكرية وضمان عدم عودة التصعيد، مؤكدة أن الحركة تتابع باهتمام الإشارات القادمة من واشنطن، خصوصاً تصريحات ترامب بشأن الضمانات الأميركية.

سكاي نيوز