كشفت تقارير صادرة عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومسؤولين أمريكيين، أن القصف الإسرائيلي المكثف والعشوائي على قطاع غزة خلال العامين الماضيين كان السبب الرئيسي وراء فقدان جثث عدد من الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم حركة حماس.
وأوضحت المصادر أن الدمار الهائل الناتج عن الغارات جعل من البحث عن الجثث مهمة شبه مستحيلة، مشيرة إلى أن الصليب الأحمر وصف العملية بأنها أصعب من جهود إطلاق سراح الأسرى الأحياء، وقد تستغرق أيامًا أو حتى أسابيع، بل هناك احتمال كبير ألا يتم العثور عليهم إطلاقًا بسبب حجم الأنقاض والدمار الذي أصاب كل زاوية في القطاع.
التزامات حماس تواجه عقبات ميدانية
من جهة أخرى، أكد مستشارون للرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب أن حماس أبلغت الوسطاء الدوليين تمسكها بتعهدها إعادة جثث الأسرى الإسرائيليين وفق الاتفاق القائم، رغم صعوبة تنفيذ ذلك في ظل الدمار الشامل.
وأشار أحد المستشارين إلى أن الحركة ما زالت ملتزمة بالاتفاق وتسعى لتنفيذه بشكل كامل، غير أن العمليات الميدانية المعقدة تتطلب معدات متخصصة وتقنيات بحث متقدمة يصعب توفيرها في الوضع الإنساني الحالي داخل غزة.
إسرائيل تتنصل من مسؤوليتها
ورغم التقارير الدولية التي تؤكد أن القصف الإسرائيلي هو السبب المباشر لفقدان الجثث، حاولت الحكومة الإسرائيلية تحميل حماس المسؤولية وادعت أن عدم تسليم جميع الجثث يُعد خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار، مهددةً باستئناف العمليات العسكرية ضد غزة.
وفي خطوة وصفت بأنها عقابية وإنسانية في آن واحد، أغلقت إسرائيل معبر رفح أمام دخول المساعدات، ما فاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، رغم تحذيرات داخلية إسرائيلية سابقة بأن الهجمات المفرطة قد تتسبب بمقتل أسرى أحياء وفقدان جثث آخرين، لكن تلك التحذيرات لم تلقَ أي اهتمام من القيادة العسكرية والسياسية في تل أبيب.
انتهاكات بعد وقف إطلاق النار
ومع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ نهاية الأسبوع الماضي، تبين أن إسرائيل نفسها هي من تخرق الاتفاق عمدًا، إذ فتحت نيرانها على مدنيين فلسطينيين قرب ما يعرف بـ"الخط الأصفر" الذي انسحب إليه الجيش الإسرائيلي بموجب الاتفاق.
وتشير منظمات حقوقية إلى أن هذا الخط لا وجود له فعليًا على الأرض، فهو افتراضي وغير مراقب دوليًا، ما يجعل الادعاءات الإسرائيلية واهية وغير مبررة، كما وثقت الجهات الحقوقية مقتل عدد من الغزيين نتيجة إطلاق النار الإسرائيلي المستمر، في خرق واضح للهدنة.
