قيود ما بعد الحرب.. خلاف متصاعد بين واشنطن وتل أبيب حول القوة الدولية في غزة

غزة
غزة

كشفت قناة "كان" العبرية، اليوم الأحد 2 نوفمبر 2025، عن تصاعد الخلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن الخطوات الأميركية الرامية إلى تسريع تشكيل قوة متعددة الجنسيات داخل قطاع غزة، في إطار خطة تهدف إلى فرض الاستقرار الميداني بعد أشهر من التصعيد العسكري والمعاناة الإنسانية التي شهدها القطاع.

وبحسب التقرير، تعمل واشنطن على حشد دعم دولي لتلك القوة باعتبارها وسيلة لضمان الأمن ومنع تجدد المواجهات، لكن هذا التوجه أثار قلقًا بالغًا داخل الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية التي ترى أن أي وجود عسكري أجنبي في غزة قد يحدّ من قدرتها على التحرك بحرية ميدانية مستقبلاً.

رفض إسرائيلي

ووفقًا للقناة العبرية، فإن إسرائيل تعارض بشكل قاطع مشاركة قوات تركية مسلحة في تلك القوة الدولية، معتبرةً أن ذلك سيمنح أنقرة نفوذًا غير مرغوب فيه داخل حدود غزة.

كما ترفض تل أبيب أن يتم تشكيل القوة بقرار رسمي من مجلس الأمن الدولي على غرار نموذج قوات "اليونيفيل" في جنوب لبنان أو قوات "الأندوف" في الجولان السوري المحتل، خوفًا من أن يؤدي هذا المسار إلى فرض ترتيبات أمنية دولية دائمة تقيد الجيش الإسرائيلي وتمنع عملياته المستقبلية ضد الفصائل الفلسطينية.

واشنطن تسعى لتوسيع الدور الدولي

تأتي هذه الخلافات في وقت تكثف فيه الإدارة الأميركية جهودها لتوسيع المشاركة الدولية في ترتيبات ما بعد الحرب على غزة، بما يشمل إشرافًا أمنيًا وإغاثيًا متعدد الأطراف يضمن إعادة الإعمار واستقرار الأوضاع.

لكن إسرائيل بحسب مصادر سياسية في تل أبيب ترفض أي وصاية دولية جديدة وتصر على أن تظل الجهة الوحيدة التي تتحكم في القرارات الأمنية داخل القطاع، خشية أن تتحول القوة الدولية إلى كيان يحد من نفوذها العسكري والسياسي.

موقف إسرائيلي حذر

وفي سياق متصل، نقلت القناة عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن سلوك حركة حماس في الأيام الأخيرة لا يعد خرقًا مباشرًا للاتفاق القائم رغم أن الحركة سلمت رفاتًا تبين لاحقًا أنها لا تعود لأسرى إسرائيليين.

وأوضحت تلك المصادر أن من الجيد أن تسلم حماس جميع الرفات المجهولة لتسوية هذا الملف الشائك، لكنها أقرت في الوقت نفسه بأن الحركة ما زالت تحتفظ بجثامين أخرى وتملك القدرة على تسليمها، غير أنها حسب وصفهم لا تبدي الجدية الكافية في إنهاء هذا الملف الإنساني الحساس.

توازنات ما بعد الحرب

يبدو أن الخلاف الأميركي الإسرائيلي حول مستقبل غزة يعكس مرحلة جديدة من شد الحبل الدبلوماسي بين الحليفين، حيث تسعى واشنطن إلى خلق واقع أمني أكثر استقرارًا بمشاركة دولية في حين تخشى إسرائيل أن تتحول تلك المبادرة إلى قيود استراتيجية تحد من حرية تحركها العسكري في أي مواجهة قادمة.

وبين الطموح الأميركي لإعادة هندسة المشهد السياسي في غزة، والتوجس الإسرائيلي من فقدان السيطرة الأمنية، تظل ترتيبات ما بعد الحرب رهينة لمعادلة دقيقة تجمع بين الأمن والسيادة والمصالح المتضاربة بين واشنطن وتل أبيب.

وكالات