في الوقت الذي تركز فيه دولة الاحتلال جهودها العسكرية على قطاع غزة، يبقى مستقبل الضفة الغربية ملفًا مفتوحًا على احتمالات شديدة التعقيد، وسط غياب أي مسار سياسي واضح أو توافق داخلي، ما يجعلها مرشحة لانفجار يقلب المشهد الإقليمي بأكمله.
الضفة.. ساحة توتر لا تغيب
وفي هذا الإطار، أشار دان أركين، المحرر الرئيسي في مجلة "يسرائيل ديفينس" العسكرية، إلى أن هجوم السابع من أكتوبر أعاد فتح ملف الضفة الغربية بقوةن وبرغم توقعات بعض الإسرائيليين بأن نهاية حرب غزة ستفسح المجال لضمّ الضفة، إلا أن ذلك لم يتحقق، بل باتت الساحة أكثر اضطرابًا.
وأكد "أركين"،في مقال ترجمته "عربي21"، أن التظاهرات العالمية ضد الاحتلال تعيد تسليط الضوء على القضية الفلسطينية، رغم مرور 58 عامًا على احتلال الضفة الغربية عام 1967.
كما برأي "أركين"، فإن روح الرفض الدولي للاحتلال لم تخفت حتى مع أحداث السابع من أكتوبر.
حرب غير معلنة في الضفة
وفي السياق ذاته، أوضح "أركين"، أن سلطات الاحتلال تدير حربًا معقدة في الضفة الغربية، بمزيج من الاشتباكات اليومية، وتصاعد هجمات المستوطنين، وتزايد عمليات المقاومة، وانتشار المختبرات لصناعة الأسلحة، إلى جانب التفجيرات وهجمات السيارات المفخخة.
وشدد "أركين"، على أن الوضع لا يحظى بأولوية سياسية داخل إسرائيل، ولا توجد أي مبادرات دولية جادة لإدارة الملف، فيما يواصل الجيش عمليات ليلية واشتباكات على نقاط التفتيش، في حرب أقرب إلى مواجهة عصابات منها إلى حرب نظامية تقليدية.
فوضى الخيارات وانسداد الأفق
ويعرض "أركين"، مجموعة من السيناريوهات المطروحة منذ عقود:
- حل الدولتين
- دولة واحدة إسرائيلية-فلسطينية
- التهجير
- التقسيم أو الفصل التام
- بقاء الوضع كما هو
كما أكد "أركين"، أن جميعها عالقة بلا تقدم، إذ يعيش أكثر من نصف مليون مستوطن في مئة مستوطنة، إلى جانب مجموعات متطرفة مثل "فتيان التلال"، الذين يعتدون على الفلسطينيين وممتلكاتهم بشكل شبه يومي.
مقاومة متصاعدة وواقع أمنـي منفجر
في المقابل، تتصاعد عمليات المقاومة في الضفة، بين هجمات مسلحة وعمليات دهس وتفجيرات على الحواجز ومحطات الحافلات، في ظل انتشار كثيف للجيش ومداهمات متواصلة لمنازل الفلسطينيين.
وفي سياق متصل، لفت "أركين"، إلى أن هذه ليست حرب جيش نظامي أمام قوة واضحة، بل مواجهة مع أفراد متخفين يقررون منفردين تنفيذ عمليات، ما يجعل السيطرة الأمنية شبه مستحيلة.
صراع عقائد وأجندات
وأضاف "أركين"، أن الجدل حول الضفة يتجاوز السياسة إلى صراع فكري وديني، بين من يعتبرون الضفة أرضًا توراتية، وبين رؤى عالمية ليبرالية تدعو لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.
كما يرى "أركين"، أن سياسات الحكومة الحالية تسير نحو ضم فعلي وتوسيع المستوطنات، وخلق تواصل جغرافي بينها، بما ينسف أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقبلًا، رغم تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بعدم دعم الضم رسميًا.
