في صباح الأحد 16 نوفمبر 2025، سادت حالة من القلق داخل الدوائر السياسية في تل أبيب عقب تسريبات حول وجود تقارب متصاعد بين مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وقيادات حركة حماس، ووصف مسؤولون إسرائيليون وصفوا هذا التقارب بأنه “مقلق وغير مفهوم”، معتبرين أن أي قناة اتصال مع الحركة يجب أن تمر عبر التنسيق المسبق معهم.
وفي تصريح لصحيفة نيويورك تايمز، أكد مسؤول أمريكي أن ويتكوف يستعد للقاء قريب مع خليل الحية رئيس حركة حماس في غزة، ما اعتبرته إسرائيل تطورًا مفاجئًا قد يعكس تحوّلًا أعمق في السياسة الأمريكية تجاه الملف الفلسطيني.
هل يطرح ترامب الدولة الفلسطينية؟
نقل موقع واللا الإسرائيلي عن مصادر سياسية قولها إن الأنظار تتجه إلى اللقاء المتوقع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأشارت المصادر إلى ترقب واسع لمعرفة ما إذا كان ترامب سيطرح ملف الدولة الفلسطينية بشكل مباشر خلال الاجتماع، خصوصاً مع محاولته دفع مسار التطبيع السعودي الإسرائيلي.
وتستند هذه المخاوف إلى ما وصفته المصادر بتغير في المزاج السياسي داخل البيت الأبيض، حيث تدفع الإدارة نحو مشاريع “مدن نموذجية” في غزة – ومن بينها رفح – كجزء من خطة إعادة إعمار شاملة، بينما تصر إسرائيل على شرط نزع السلاح قبل أي خطوة إعمارية.
أسبوع سياسي مضطرب بانتظار تل أبيب
تتأهب إسرائيل لأسبوع سياسي حافل بالقرارات الحساسة، فإلى جانب الخلافات المتفاقمة مع واشنطن حول مستقبل غزة، تواجه الحكومة تحديات داخلية مع تصاعد احتجاجات وزراء اليمين المتشدد الذين يرفضون أي خطوة قد تُفهم كتنازل أمام الضغوط الدولية.
كما تأتي المحادثات الأخيرة بين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتزيد المشهد تعقيدًا، إذ لفتت تقارير إلى أن أي تحرك روسي في الملف الفلسطيني سيؤثر مباشرة على الحسابات الإسرائيلية.
ترامب يستعد لـ “أسبوع إعلامي كبير”
احدث مسؤول أمريكي سابق لموقع واللا قائلاً إن ترامب يعرف تمامًا كيف يصنع أسبوعًا إعلاميًا عبر توظيف منصاته الخاصة، مثل شبكة تروث بودكاستات مؤيديه، إلى جانب حضوره القوي على منصات التواصل، ووفق تقديرات المصدر، سيستغل ترامب هذا الأسبوع لكسب زخم سياسي قبل تحركاته الشرق أوسطية.
تصويت حاسم في مجلس الأمن
ليلة الاثنين – الثلاثاء سوف تشهد تصويتًا مهمًا في مجلس الأمن حول “مسار سياسي موثوق” لإقامة دولة فلسطينية، في خطوة تسعى واشنطن من خلالها لتهدئة الرياض ودفعها رسميًا نحو اتفاقيات إبراهيم، كما يتزامن ذلك مع إدراج صفقة بيع طائرات F-35 للسعودية على طاولة النقاش، وهي صفقة لا تعارضها إسرائيل لكنها تريد استغلالها للضغط من أجل تسريع التطبيع.
روسيا تدخل على الخط بمبادرة بديلة
في موازاة الضغوط الأمريكية، برز التحرك الروسي الذي تضاعفت أهميته عقب اتصال بوتين بنتنياهو، وبرغم أن البيانات الرسمية تحدثت عن مناقشة غزة والملف النووي الإيراني وسوريا، إلا أن مسؤولي الأمم المتحدة قدّروا أن موسكو تعارض المسار الأمريكي وتعمل على طرح رؤية مختلفة.
وبالفعل، نشرت روسيا في نهاية الأسبوع مسودة مبادرة بديلة اعتبرت فيها أن الخطة الأمريكية لا تنسجم مع القانون الدولي ولا تلبي “حل الدولتين”، وتضمن الاقتراح الروسي إنشاء قوة حفظ سلام دولية، إضافة إلى إدارة انتقالية لقطاع غزة، وهو ما أثار تساؤلات حول أثره على الموقف الإسرائيلي.
وعلق مسؤول أممي بقوله: “التدخل الروسي يضيف حالة من عدم اليقين، ومن المشكوك فيه أن يصب في مصلحة إسرائيل”.
ترامب يسابق الزمن لاسترضاء الرياض
تشير تقديرات إسرائيلية إلى أن ترامب يسعى لتقديم “إشارة سياسية كبيرة” للسعودية قبل لقائه بولي العهد هذا الأسبوع، في محاولة لربط المملكة باتفاقيات إبراهيم، ومن المقرر أن يعقد اللقاء يوم الثلاثاء في البيت الأبيض، وسط توقعات بأن يتصدر ملف التطبيع الخطاب السياسي للرئيس الأمريكي.
الأسرى المحررون
سوف يصل الخميس المقبل 20 أسيراً ممن أفرجت عنهم حماس إلى البيت الأبيض، حيث يدرس ترامب حضور هذا الاستقبال للحديث عن “إنجازات” الولايات المتحدة في ملف غزة، وهذا الحدث من المتوقع أن يشكل جزءًا من الاستراتيجية الإعلامية للرئيس خلال الأسبوع.
ضغوط أمريكية
وتنتظر الإدارة الأمريكية نتائج تصويت مجلس الأمن لتحديد اتجاه الضغط على إسرائيلإما الدفع بقوة نحو “المدن النموذجية” في غزة، أو التركيز على مشروع “قوة الاستقرار” لنزع السلاح، وهو ملف تواجه واشنطن فيه تحديات كبيرة.
وبحسب التوقعات، فإن الأيام القادمة سوف تحمل خليطًا من الضغوط الأمريكية، والمناورات الروسية، والتحركات السعودية، بالإضافة إلى حضور الأسرى المحررين في واشنطن، وفي ظل هذه المعادلات المعقدة، تدرك إسرائيل أن مجرد طرح عبارة مثل “مسار موثوق نحو دولة فلسطينية” كفيل بإحداث هزة سياسية داخل الحكومة وربما إشعال صراع داخلي واسع.
