أزمة أنفاق رفح تشتعل.. ضغوط أمريكية مكثفة على نتنياهو لإنقاذ اتفاق غزة ومنع عودة الحرب

حماس
حماس

كشفت شبكة CNN الأمريكية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تكثّف ضغوطها على الحكومة الإسرائيلية لدفعها نحو إيجاد حل عملي لأزمة مقاتلي حماس المحاصرين داخل شبكة الأنفاق في رفح، وتشعر الإدارة الأمريكية بأن استمرار الرفض الإسرائيلي لأي تسوية قد يعرّض اتفاق وقف إطلاق النار في غزة للخطر، ويهدد بعودة القتال بوتيرة أعنف مما سبق.

وبحسب التقرير، فإن جاريد كوشنر، صهر ترامب ومبعوثه الخاص للشرق الأوسط، بحث هذا الملف خلال سلسلة اجتماعات عقدها في الأيام الماضية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في إطار مساعي أمريكية حثيثة لمنع تفجر الوضع من جديد.

نتنياهو يرفض السماح بخروج مقاتلي حماس

رغم الضغوط الأمريكية، يواصل نتنياهو التأكيد على أنه لن يسمح بخروج خلايا حماس من الأنفاق إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحركة في غزة، وفي المقابل، تعلن حماس بوضوح أن مقاتليها لن يسلموا أسلحتهم ولن يستسلموا، ما يجعل الوصول إلى صيغة توافقية أكثر تعقيدًا.

وترى CNN أن التعامل مع ما يصل إلى 200 مقاتل من حماس داخل منطقة تسيطر عليها إسرائيل ليس مجرد مشكلة عسكرية، بل هو معضلة دبلوماسية حساسة لا يملك أحد حتى الآن مخرجًا واضحًا لها.

ضغوط داخلية على نتنياهو

يواجه نتنياهو أيضًا ضغطًا عنيفًا من قِبل اليمين الإسرائيلي المتشدد، الذي يعتبر أي اتفاق يسمح بخروج المسلحين “تنازلاً خطيراً”، وتشير الشبكة إلى أن هذا الضغط السياسي يقلص الخيارات المتاحة أمام نتنياهو، الذي يدرك أن أي خطوة قد تُفسَّر على أنها استجابة لمطالب حماس ستعرضه لانتقادات واسعة داخل حكومته.

وفي المقابل، ترى الإدارة الأمريكية أن عدم التوصل إلى حل قد يقوّض اتفاق وقف إطلاق النار ويفتح الباب أمام عودة الحرب، وهو سيناريو تقول واشنطن إنها تعمل بكل طاقتها لتجنبه.

اتفاق وقف إطلاق النار

وفق اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعاه ترامب، تراجع الجيش الإسرائيلي إلى ما يعرف بـ"الخط الأصفر"، محتفظًا بالسيطرة على قرابة نصف قطاع غزة وتطمح الولايات المتحدة الآن للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تتضمن:

  • إنشاء قوة أمنية دولية داخل غزة
  • نزع سلاح حركة حماس
  • انسحاب إضافي للقوات الإسرائيلية

لكن هذه البنود تحتاج إلى مفاوضات مع عدة دول، ويُعد ملف مقاتلي حماس في رفح عقبة إضافية تصعّب تقدّم هذا المسار.

تضارب في التصريحات الإسرائيلية

وعلى الرغم من نفي مكتب نتنياهو المتكرر لأي موافقة على خروج مقاتلي حماس، نقلت CNN عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن نتنياهو لم يقدم التزامًا للأمريكيين بشأن الإفراج عن المحتجزين في رفح، وبعد ساعات، عاد المصدر ذاته ليؤكد أنه لا يوجد أي حل متفق عليه حتى اللحظة.

وترى الشبكة أن غياب الحل يجعل هذه الخلايا بمثابة “قنبلة موقوتة”، ومع النقص الحاد في الغذاء والماء داخل الأنفاق، يواجه المقاتلون خيارين لا ثالث لهما: الاستسلام أو القتال.

تهديد مباشر لاتفاق الهدنة

هذا المأزق، وفق الشبكة، بات يمثل تهديدًا حقيقيًا لاستمرار الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في 10 أكتوبر، فالدبلوماسية متعثرة بين المرحلتين الأولى والثانية، ولم تظهر أي من الجانبين – إسرائيل أو حماس – استعدادًا لتغيير موقفه.

وتنص الخطة الأمريكية على إمكانية منح عناصر حماس العالقين “عفوًا وممرًا آمنًا” بشرط تخليهم عن أسلحتهم والتزامهم بما يسمى “التعايش السلمي”، لكن المؤشرات الحالية لا توحي بقرب الوصول إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف.

إرم نيوز