بين خطط واشنطن وحسابات تل أبيب.. إسرائيل تلوح بهذا الأمر حال فشل المبادرة الأميركية

الحرب في غزة
الحرب في غزة

يواجه اتفاق غزة لحظة حاسمة، مع تعارض واضح بين الرؤية الأميركية الساعية لتمرير مبادرة جديدة عبر مجلس الأمن، وبين الحسابات الإسرائيلية التي تضع خيار استئناف العمليات العسكرية على الطاولة في حال فشل المسار الدبلوماسي.

وتشير المعطيات إلى أن إسرائيل تستعد فعليًا للعودة إلى قتال بنفس جديد هدفه نزع سلاح حركة حماس بالكامل، إذا لم تعتمد المبادرة الأميركية المنتظرة.

تتضمن المبادرة الأميركية إنشاء قوة دولية مؤقتة في غزة وتشكيل مجلس سلام لمدة عامين يتولى إدارة المرحلة الانتقالية، إلا أن الخلافات داخل مجلس الأمن تعطل التصويت، وسط تحذيرات واشنطن بأن رفض المبادرة يعني إبقاء حماس في الحكم.

تقسيم محتمل لغزة؟

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية عن خطة مثيرة للجدل تقترح تقسيم قطاع غزة إلى:

  1. مناطق خضراء تحت السيطرة الإسرائيلية المخصصة لإعادة الإعمار.
  2. مناطق حمراء تخضع لحماس في المناطق المدمرة والمحاصرة.

وأثارت هذه الخطة تساؤلات عديدة حول نوايا تل أبيب، هل تتجه إسرائيل نحو حل طويل الأمد أم أنها تسعى فقط إلى إدارة الصراع بحده الأدنى دون إنهائه؟ وكيف تبرر الحديث عن تقسيم جغرافي فعلي داخل غزة؟

موقف إسرائيل

أوضح الدكتور موشيه إلعاد، المحاضر في أكاديمية الجليل الغربي، في تصريحاته لبرنامج غرفة الأخبار أن إسرائيل لا تخفي نواياها، قائلًا: "منذ البداية، لم تكن حماس مستعدة لنزع سلاحها ولا للتخلي عن الحكم في غزة، وهذا ما يجعل الخطة الأميركية أقرب إلى الطموح منها إلى الواقع."

وأكد أن الخطوة الأولى بالنسبة لإسرائيل هي منح الولايات المتحدة الوقت الكافي لتنفيذ خطة ترامب، ولكن في حال أعلنت واشنطن فشلها، فإن ذلك سيُعتبر "ضوءًا أخضر" لعودة العمليات العسكرية.

تدويل ملف غزة

أضاف إلعاد أن الملف بات دوليًا بالكامل، إذ تتولى واشنطن ودول عربية وأجنحة دبلوماسية متعددة العمل على الوصول إلى غزة خالية من حكم وسلاح حماس، وأشار إلى أن الخيارين المطروحين هما:

  • إما أن تتولى القوى الدولية تنفيذ مهمة نزع السلاح.
  • أو تقوم إسرائيل بنفسها بالعملية إذا فشل الآخرون.

هل تدير إسرائيل الصراع أم تسعى لإنهائه؟

يرى بعض المراقبين أن إسرائيل لا تبحث عن حل نهائي، بل تسعى للحفاظ على إدارة طويلة للصراع، لكن إلعاد يرفض هذا الطرح قائلاً: "إسرائيل تريد أن يعود الجنود إلى بيوتهم وأن يُعاد بناء الاقتصاد. القول بأننا لا نرغب في إنهاء الصراع غير صحيح."

ويعتبر أن السيناريو الأخطر يتمثل في إعلان واشنطن فشل المبادرة، مما سيضع إسرائيل أمام خيار واحد: عملية عسكرية واسعة لنزع سلاح حماس بالكامل، تجنبًا لتكرار هجوم السابع من أكتوبر.

مجلس الأمن بين مشروعين

يقف مجلس الأمن أمام مشروعين متنافسين مشروع أميركي يدعم الخطة الدولية لإدارة غزة، ومشروع روسي يعكس مقاربة مختلفة تضغط على واشنطن وتل أبيب، وتدرك إسرائيل أن الاعتماد على الفيتو الأميركي قد يؤدي إلى فراغ سياسي يعيد القتال إلى الواجهة مجددًا.

حدود جديدة وحزام أمني

في ختام تحليله، أوضح إلعاد أن إسرائيل لا تسعى للعودة إلى احتلال غزة كما كان قبل سنوات، لكنها في الوقت ذاته تريد انسحابًا محسوبًا يرافقه، إعادة رسم للحدود، ووإنشاء حزام أمني يمنع أي تهديد مشابه لهجوم 7 أكتوبر.

هذه الترتيبات تكشف أن تل أبيب تستعد لمرحلة جديدة يتداخل فيها الأمن بالسياسة، بينما لا يزال مصير المبادرة الأميركية معلقًا على نتائج التصويت في مجلس الأمن.

سكاي نيوز