علامات دموية غامضة تكشف سر كوفيد طويل الأمد.. ماذا ينتظر المرضى؟

كوفيد طويل الأمد
كوفيد طويل الأمد

في تطور طبي مهم، كشفت دراسة حديثة عن مؤشرات بيولوجية غريبة تظهر في دم المصابين بـ"كوفيد طويل الأمد"، ما قد يفتح الباب أمام فهم أعمق لهذا الاضطراب الذي ما زال يهدد ملايين المرضى حول العالم، ويقدم الاكتشاف الجديد تفسيرًا محتملاً لاستمرار الأعراض لفترات طويلة بعد التعافي من العدوى الأساسية.

مفاجأة في عينات الدم

أجرى فريق بحثي من جامعة ستيلينبوش في جنوب إفريقيا دراسة موسعة شملت تحليل عينات دم من أشخاص يعانون من "كوفيد طويل الأمد" وآخرين غير مصابين، ونشرت نتائج الدراسة في مجلة The Journal of Medical Virology، لتكشف عن وجود جلطات دقيقة بكميات مرتفعة لدى المرضى مقارنة بالأصحاء.

هذه الجلطات لم تكن وحدها الملاحظة، إذ ارتبطت بشبكات معقدة تُعرف باسم مصائد العدلات خارج الخلية (NETs)، وهي تركيبات يكوّنها الجهاز المناعي لمهاجمة التهديدات، لكن زيادة تكوّنها قد يؤدي إلى اضطرابات خطيرة داخل الجسم.

ما هو “كوفيد طويل الأمد”؟

يفسر العلماء “كوفيد طويل الأمد” على أنه حالة متعددة العوامل قد تنجم عن:

  • استمرار بقايا الفيروس داخل الجسم
  • خلل في الاستجابة المناعية
  • التهابات مزمنة
  • أو اضطرابات في تخثر الدم

أعراض هذه الحالة تشمل الإرهاق، صعوبة التركيز، ضبابية الدماغ، وأوجاع المفاصل، وهي أعراض تستمر لأسابيع أو أشهر بعد العدوى الأولية.

الرابط بين الجلطات الدقيقة وشبكات العدلات

أظهرت الدراسة أن المرضى يحملون في دمائهم مستويات عالية بشكل غير معتاد من الجلطات الدقيقة وشبكات العدلات، لكن الأكثر أهمية هو التفاعل المباشر بينهما، حيث يعتقد الباحثون أن:

  • شبكات العدلات تشكّل حاجزًا يحمي الجلطات الدقيقة من التفكك.
  • وجود هذه الشبكات يعزّز استقرار الجلطات داخل مجرى الدم.
  • هذا الاستقرار قد يمنع الجسم من التخلص منها، مما يؤدي إلى استمرار الأعراض لفترات طويلة.

ويشير الباحثون إلى أن هذه الظاهرة قد تكون المفتاح لفهم السبب وراء معاناة البعض من "كوفيد طويل الأمد" دون غيرهم.

هل تمثل هذه النتائج تفسيرًا نهائيًا؟

على الرغم من أهمية الاكتشاف، إلا أن العلماء يؤكدون أن النتائج لا تعطي إجابة قاطعة حول السبب المباشر للحالة، فوجود الجلطات الدقيقة قد يكون عاملًا مؤثرًا لدى بعض المرضى، بينما تلعب عوامل أخرى دورًا لدى آخرين، ما يجعل "كوفيد طويل الأمد" حالة متعددة الأوجه.

أحد أهم مخرجات الدراسة كان تطوير الباحثين خوارزمية تحليلية تستطيع التمييز بين:

  • المصابين بـ"كوفيد طويل الأمد"
  • والأشخاص الأصحاء
  • اعتمادًا على المؤشرات الحيوية المرتبطة بالجلطات الدقيقة وشبكات العدلات.

هذه التقنية قد تشكّل أساسًا لتطوير اختبارات تشخيص دقيقة تساعد في الكشف المبكر عن الحالة.

روسيا اليوم