كشفت صحيفة "الشرق الأوسط"، مساء اليوم الأربعاء، إن إسرائيل كثّفت عملياتها لملاحقة العناصر المسلحة التابعة لـ"كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، داخل أنفاق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، متجاهلة الوعود المتعلقة بخروجهم الآمن عقب تسلمها جثة الضابط هدار غولدن مطلع الشهر الجاري.
تصعيد في رفح
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل أربعة مسلحين خلال هجوم جديد لقواته التي تبسط سيطرتها على رفح منذ أكثر من عام ونصف، مشيراً إلى تنفيذ غارة جوية على مبنى في المدينة، أدت إلى مقتل أحد المسلحين.
ووفقًا لما ذكره الجيش، فإنه بعد تمشيط المبنى تم رصد ثلاثة مسلحين آخرين جرى قتلهم بإطلاق نار مباشر من مسافة قصيرة، إضافة إلى اعتقال اثنين آخرين كانا في المكان.
وبحسب مراسل هيئة البث الإسرائيلية، فإن المعتقلين استسلموا لقوات "الناحال" دون مقاومة، قبل نقلهم إلى التحقيق الميداني للحصول على معلومات حول أعداد المسلحين المتبقين في الأنفاق ومواقعهم قرب منطقة العملية في حي الجنينة شرق رفح.
خسائر وتقديرات إسرائيلية
وفي السياق ذاته، كشفت بيانات الجيش الإسرائيلي، قتل خلال الأسبوع الأخير 20 مسلحاً، فيما اعتقل ثمانية آخرون أثناء محاولتهم الهروب من المنطقة.
كما تشير تقديرات عسكرية إسرائيلية إلى وجود نحو 40 مسلحاً في المنطقة حالياً، بعد أن كانت التقديرات تتراوح بين 60 و80 في الأيام الماضية، مرجحة أن يكون قائد كتيبة المنطقة الشرقية في رفح أو نائبه بين المتواجدين داخل الأنفاق.
تضييق وتشدد
وإلى ذلك، بدأ الجيش الإسرائيلي تضييق الخناق على مسلحي حماس عبر حصارهم والبدء في استهداف آخر جيوب الأنفاق في جنوب قطاع غزة، وكان رئيس أركان الجيش، إيال زامير، قد اتخذ موقفاً متشدداً رافضاً لأي حلول تمنح هؤلاء المقاتلين الخروج الآمن، مؤكداً ضرورة قتلهم أو إرغامهم على الاستسلام، وهي توجيهات انعكست في الحملة العسكرية المكثفة منذ نحو أسبوعين.
أزمة جثة غولدن وتعثر الوساطات
كما سعت حركة حماس، بالتوافق مع الوسطاء، إلى تمرير تسليم جثة الضابط غولدن المختطف في حرب 2014 مقابل حل يضمن خروج مقاتليها بسلام، وعملت الولايات المتحدة وتركيا على إتمام الاتفاق، حيث سلّمت الحركة الجثة بعد تعهدات بالسعي لضمان خروج مقاتليها، إلا أن مبعوثي إدارة دونالد ترامب فشلوا في إقناع إسرائيل، ليظل ملف المقاتلين داخل الأنفاق عالقاً.
وفي الأيام الماضية، بحث وفد قيادي كبير من حماس مع رئيس جهاز المخابرات المصرية حسن رشاد قضية المقاتلين المحاصرين، وقد طلب وفد الحركة من الجانب المصري تكثيف جهوده مع مختلف الوسطاء لضمان إخراجهم وضمان سلامتهم، فيما تؤكد مصادر من الحركة أن الملف ما يزال دون أي حلول في ظل الرفض الإسرائيلي.
خروقات ميدانية مستمرة
وعلى الصعيد الميداني، تواصلت الخروقات الإسرائيلية داخل قطاع غزة، إذ قتل فلسطيني شرق مخيم المغازي وسط القطاع جراء قذيفة دبابة إسرائيلية أثناء جمعه الحطب، فيما قتل آخر في قصف من طائرة مسيّرة ببلدة بني سهيلا شرق خان يونس، كما أعلن عن وفاة شخص متأثراً بجراحه جراء قصف سابق على البلدة.
وتواصل القوات الإسرائيلية بتنفيذ عمليات هدم واسعة لمنازل الفلسطينيين والبنية التحتية في مناطق سيطرتها شرق الخط الأصفر ومحيطه، ضمن مناطق خاضعة لسيطرة حماس، وسط قصف جوي ومدفعي وإطلاق نار كثيف.
والجدير بالذكر أن وزارة الصحة في غزة قد أعلنت في إحصائية يومية وصول 10 قتلى إلى مستشفيات القطاع خلال 24 ساعة، بينهم قتيلان جديدان، إضافة إلى انتشال ثمانية شهداء من تحت الأنقاض، وارتفع عدد القتلى منذ وقف إطلاق النار إلى 347 إضافة إلى 889 إصابة، وانتشال 596 جثة تعود لضحايا غارات سابقة، وبذلك ترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 69,785 قتيلاً و170,965 إصابة.
