على الرغم من مرور خمسين يومًا على اتفاق وقف إطلاق النار، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاته اليومية في قطاع غزة، مسجلًا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية استشهاد مدنيين وإصابة آخرين في سلسلة من الهجمات المتفرقة.
وقد أسفرت أحدث هذه الاعتداءات عن استشهاد الطفلين فادي وجمعة تامر أبو عاصي بعد استهدافهما بشكل مباشر من طائرات الاحتلال قرب مدرسة الفرابي في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس، في حادثة جديدة تضاف إلى قائمة طويلة من الاعتداءات التي تطال المدنيين والأطفال.
عمليات نسف كثيفة
وفي الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، نفذت قوات الاحتلال عملية تفجير ضخمة ترافقت مع قصف مدفعي عنيف شرق خان يونس، فيما رصدت مصادر محلية إطلاق نار مكثف من الآليات الإسرائيلية قرب محور موراج شمال رفح جنوب القطاع، في مؤشر واضح على استمرار التصعيد العسكري رغم الهدنة.
كما تعرضت مدينة رفح لسلسلة غارات جوية استهدفت عدة مناطق سكنية، ما أدى إلى توسع رقعة الدمار وتزايد معاناة السكان.
تدمير ممنهج لحي الشجاعية
ولا تزال قوات الاحتلال تواصل سياسة التدمير الشامل في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، حيث تتكرر مشاهد هدم المنازل يوميًا دون توقف، ونفذت القوات عمليات نسف واسعة لممتلكات المدنيين في المناطق الشرقية لغزة، تاركة مساحات كاملة من الأحياء في حالة خراب كامل.
انتشال شهداء جدد من تحت الأنقاض
وفي سياق متصل، أعلن الدفاع المدني الفلسطيني أنه تمكن يوم السبت من انتشال خمسة شهداء من تحت ركام منزلين لعائلتي القريناوي وإسماعيل في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، وكان هؤلاء الضحايا قد استشهدوا في وقت سابق خلال الهجمات الإسرائيلية المتواصلة، قبل أن تتمكن الطواقم من الوصول إليهم.
إحصائيات الضحايا منذ بدء الهدنة
تشير بيانات وزارة الصحة في غزة إلى استمرار تدفق الشهداء إلى المستشفيات خلال الأيام الماضية، حيث وصل خلال الـ48 ساعة الماضية شهيدان—أحدهما جديد والآخر تم انتشاله من تحت الأنقاض.
ومنذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 11 أكتوبر 2025، سجلت الحصيلة:
- 354 شهيدًا
- 906 مصابين
- 606 جثمان شهيد تم انتشالها من تحت الركام
الحصيلة الكلية للعدوان منذ 7 أكتوبر 2023
ارتفع العدد الإجمالي لضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى:
- 70100 شهيد
- 170983 مصابًا
وهي أرقام مأساوية تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع منذ أكثر من عامين، وسط استمرار الانتهاكات رغم الاتفاقات المعلنة وتأكيد المجتمع الدولي ضرورة الالتزام بالتهدئة.
