الرادارات الإسرائيلية والأمريكية تلاحق مسيرة مصرية.. أربكت موازين القوى في الشرق الأوسط

طائرة مسيرة
طائرة مسيرة

أثار الكشف عن الطائرة المسيرة الانتحارية المصرية الجديدة "جبار-150" حالة قلق واسعة في الأوساط العسكرية الإسرائيلية والأمريكية، بعدما وصفتها تقارير عبرية بأنها تمثل قفزة نوعية في قدرات الجيش المصري بمجال الطائرات بدون طيار منخفضة التكلفة وعالية الفاعلية.

وبحسب تقارير إسرائيلية، فإن التطور الجديد يربك حسابات الأمن الإقليمي ويضع إسرائيل أمام تحدي جديد في سباق التسلّح الذكي بالشرق الأوسط.

قلق إسرائيلي–أمريكي من قدرات غير تقليدية

أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الرادارات الإسرائيلية والأمريكية بدأت تتابع عن كثب نشاط الطائرة المصرية “جبار-150” التي تعتبر وفق التقديرات العسكرية أحد أهم التطورات التي أعلنت عنها مصر خلال السنوات الأخيرة، وتعود أهمية هذا الطراز إلى كونه سلاحًا منخفض التكلفة لكنه شديد الفاعلية، ويمنح الجيش المصري قدرة على إحداث تأثير كبير بتكلفة أقل مقارنةً بالأسلحة الغربية الحديثة.

مواصفات “جبار-150”

بحسب تقرير لموقع كيكار هاشبت الإسرائيلي، يمتلك هذا النوع من المسيرات:

  • مدى يصل إلى 1000 كيلومتر.
  • رأسًا حربية بوزن 50 كيلوجرامًا.
  • تكلفة تصنيع لا تتجاوز عشرات الآلاف من الدولارات فقط.
  • هندسة تشبه “شاهد-136”.

ووفق التقرير، فإن “جبار-150” صممت بهيكل “جناح طائر” ومروحة خلفية وهو تصميم يشبه إلى حد بعيد الطائرة الإيرانية “شاهد-136”، كما تشير مصادر مصرية إلى أن الطائرة قادرة على الطيران على ارتفاع منخفض وبصمة رادارية شبه معدومة، ما يجعل اكتشافها واعتراضها مهمة صعبة للغاية.

مصر تعتمد استراتيجية “السلاح غير المتماثل”

ذكرت التقارير العبرية أن مصر تطور هذا النوع من الأسلحة ضمن استراتيجية دفاعية جديدة تهدف إلى:

  • امتلاك أسلحة غير متماثلة.
  • مواجهة الطائرات المسيرة المتطورة مثل Hermes 900 الإسرائيلية.
  • ردع أنظمة متقدمة مثل MQ-9 Reaper الأمريكية.

ردود فعل إيرانية غاضبة

أكدت التقارير الإسرائيلية أيضًا أن الإعلان المصري أغضب طهران، حيث اتهمت وسائل إعلام إيرانية القاهرة بنسخ تصميم "شاهد-136"، وادعت أن مصر حصلت على مساعدة تقنية من إيران وهو ما لم تؤكده أي جهة رسمية في مصر.

تشابه عميق يثير الأسئلة

يرى خبراء عسكريون في إسرائيل أن التشابه بين الطائرتين المصرية والإيرانية يتجاوز الشكل الخارجي إلى الخصائص الفنية، ويشيرون إلى أن هذا التطور يعزز سباق التسلح الإقليمي نحو إنتاج أسلحة ذكية ومنخفضة الكلفة قادرة على تهديد التفوق الجوي الإسرائيلي والأمريكي، ويؤكد هؤلاء أن دخول "جبار-150" إلى الخدمة المحتملة يضيف بعدًا جديدًا ومعقدًا إلى معادلة الأمن الإقليمي.

الطائرة المسيرة التي تغير قواعد اللعبة

قالت منصة ناتسيف نت الإسرائيلية إن مصر كثفت خلال السنوات الماضية جهود تطوير أسلحتها المحلية، وجاء ظهور “جبار-150” ليؤكد أن القاهرة تتجه نحو تعزيز قدراتها الهجومية عبر طائرات مسيرة قادرة على إصابة أهدافها بدقة.

وبحسب المنصة، تتميز الطائرة بـ:

  • رأس متفجر يزن 40–50 كيلوجرامًا.
  • مدى عملياتي يصل إلى 150 كيلومترًا.
  • سرعة تقارب 200 كيلومتر في الساعة.
  • اعتمادها على أنظمة ملاحة فضائية وخوارزميات توجيه نهائي بسيطة.

كما تتمتع بقدرة عالية على الطيران المنخفض لتفادي الرادارات وتقليل احتمالات إسقاطها.

الكشف الرسمي في معرض EDEX

ذكرت المنصة الإسرائيلية أن الشركة المصرية المصنعة تعتزم الكشف رسميًا عن المسيرة الجديدة في معرض EDEX للدفاع، وأبرزت أن أهم ما يميز “جبار-150” هو:

  • تصنيعها من مكونات تجارية محلية.
  • تكلفتها المنخفضة.
  • قدرتها على الإنتاج السريع واسع النطاق.

ما يجعلها مناسبة لفلسفة “الكم بدلاً من الكلفة” في الحروب الحديثة.

نسخة من شاهد-136

ربطت وسائل إعلام إيرانية بينها وكالة مهر، بين الطائرة المصرية ونظيرتها الإيرانية “شاهد-136”، مشيرة إلى تشابه قوي في التصميم والوظيفة، بل نقلت عن “وول ستريت جورنال” أن عدة دول تسعى لنسخ الطائرة الإيرانية وطرحت سؤالًا مباشرًا: هل مصر واحدة من هذه الدول؟.

خلفيات التطوير المصري

قال اللواء سمير فرج إن كل حرب تنتج خبراتها الخاصة، وإن جيوش العالم تعمل على تحويل تلك الخبرات إلى أنظمة قتالية جديدة.

وأضاف أن الحرب الروسية–الأوكرانية أثبتت أهمية الطائرات المسيّرة الرخيصة مقابل المقاتلات التقليدية التي تصل تكلفة الواحدة منها إلى 90 مليون دولار، وأوضح فرج أن هذه الطائرات:

  • لا تحتاج إلى مدرج.
  • لا تحتاج إلى طيار مكلف التدريب.
  • سهلة التشغيل والإنتاج.
  • مثالية للحروب كثيفة النيران.

وأكد أن امتلاك مصر لقمر صناعي عسكري خاص سوف يحسن دقة التوجيه ويقلل التشويش.

تحديات هائلة أمام الرادارات

بحسب “ناتسيف نت”، فإن الطائرة ضعيفة البصمة الرادارية، وصغيرة الحجم لدرجة تشبه الطيور بطيئة الحركة، ما يجعل اكتشافها واعتراضها مسألة معقدة، وتشير المنصة إلى أن جيوش العالم تخوض سباقًا محمومًا لتطوير رادارات قادرة على التقاط هذه الأنواع من الأهداف.

ويتوقع اللواء سمير فرج أن تعلن مصر رسميًا عن “جبار-150” في معرض EDEX 2025، مشيرًا إلى أن القاهرة تتجه إلى بناء مخزون ضخم من هذه الطائرات، لأنها أصبحت عنصرًا أساسيًا في الحرب الحديثة، كما أكد أن التصدير غير وارد حاليًا، لأن القوات المسلحة المصرية ستحتاج أولًا إلى كميات كبيرة قبل التفكير في طرحها خارجيًا.

روسيا اليوم