كشفت تقارير إعلامية عبرية أن لوبي المستوطنين في الولايات المتحدة بدأ حملة موسعة داخل الكونغرس والولايات الأمريكية لتمرير مشروع قانون يهدف إلى إعادة تسمية الضفة الغربية باسم "يهودا والسامرة"، وهو الاسم المستخدم في الرواية التوراتية.
ويقود هذا التحرك رئيس مجلس "السامرة" الاستيطاني، الذي ينظم جولات في عدد من الولايات الأمريكية لدفع مشرّعين محليين لتبنّي هذه التسمية رسميًا في قوانين الولايات.
مشروع القانون
وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن هذا المشروع بات مطروحًا في 20 ولاية أمريكية، في إطار الضغط على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاعتماد المسمى التوراتي في الخطاب السياسي الأمريكي.
وذكرت الصحيفة أن ولايات مثل أركنساس قد صادقت بالفعل على القانون، فيما أبلغ مشرّعون في تينيسي وألاباما المسؤولين الإسرائيليين بأنهم قدموا بالفعل نسخًا من المشروع إلى برلمانات ولاياتهم.
هواجس المستوطنين
تقول الصحيفة العبرية إن الهدف الأساسي من هذه الحملة يتمثل في منع الولايات المتحدة من الاعتراف بأي مسار سياسي يؤدي إلى دولة فلسطينية، وسط مخاوف متزايدة لدى المستوطنين من أن اتفاقيات السلام الإقليمية قد تتوسع لاحقًا لتشمل اعترافًا رسميًا بالدولة الفلسطينية.
ويرى المستوطنون أن أي خطوة من هذا النوع قد تدفع إلى إخلاء المستوطنات والبلدات المقامة على أراضي الضفة الغربية، وهو ما يجعل المعركة على "التسمية" جزءًا من معركة سياسية أشمل.
ترامب يوجه رسالة حادة لإسرائيل
ورغم دعم ترامب التقليدي لإسرائيل، فإن الرئيس الأمريكي كان قد أعلن في تصريحات سابقة أن أي خطوة لضم الضفة الغربية سوف تنهي الدعم الأمريكي لإسرائيل بالكامل.
وفي مقابلة مع مجلة تايم بتاريخ 15 أكتوبر، شدد ترامب قائلاً: "لن يحدث ذلك. لن يحدث. لن يحدث. لقد التزمت أمام الدول العربية بدعم الاستقرار، وإذا أقدمت إسرائيل على خطوة الضم، ستفقد كل أشكال الدعم من الولايات المتحدة".
تغيير الاسم
تبرز هذه التحركات ضمن محاولة إسرائيلية داخلية وخارجية لصياغة رواية جديدة حول الضفة الغربية، عبر تكريس الاسم التوراتي في المؤسسات السياسية الأمريكية، وفي المقابل، ترى جهات عربية ودولية أن هذه الخطوات لا تندرج فقط في إطار حرب المصطلحات، بل تشكل تمهيدًا سياسيًا لتغيير المشهد القانوني والجغرافي مستقبلاً.
