إعداد: الدكتورة شرين الناجي
بمناسبة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة يأتي اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة ليذكّر العالم كله بأن الإنسان، أيًا كانت قدراته، يمتلك طاقة داخلية قادرة على الإبداع حين تتوفر له بيئة داعمة ومحفّزة. وفي هذا السياق، تتصدر الأسرة والمجتمع والمؤسسات التربوية والصحية دورًا لا غنى عنه في بناء شخصية الفرد ذي الإعاقة، وتمكينه من الاعتماد على ذاته والمشاركة الفاعلة في المجتمع. أولًا: دور الأسرة… الحاضنة الأولى للثقة والقدرة تشكل الأسرة نقطة الارتكاز الأساسية في حياة ذوي الاحتياجات الخاصة، فهي البيئة الأولى التي تتلقى الطفل وتحدد إلى حد كبير نمط تفاعله مع العالم. وتتمثل أبرز مهام الأسرة فيما يلي: دعم الطفل نفسيًا وعاطفيًا من خلال تقبّله كما هو، وتجنب المقارنات التي تضعف ثقته بنفسه. التشجيع على الاستقلالية عبر إشراكه في القرارات اليومية ومنحه فرصة التجربة والخطأ. التعاون مع المختصين في مجالات العلاج الوظيفي، النطق، الإرشاد النفسي والتربوي. توفير بيئة منزلية مرنة تراعي احتياجاته الجسدية والحسية وتساعده على الحركة والتفاعل. ثانيًا: المجتمع… من التقبل إلى الدمج لا يمكن للأسرة وحدها أن تصنع التغيير، فالمجتمع هو الفضاء الحقيقي الذي يُختبر فيه مفهوم الدمج والاحترام. ومن أهم أدوار المجتمع: نشر ثقافة الوعي تجاه حقوق ذوي الإعاقة، بما يشمل رفض التنمر والوصمة الاجتماعية. تهيئة المرافق العامة لتكون صديقة للجميع من حيث الحركة والتواصل والوصول للخدمات. تعزيز روح العمل التطوعي وتأسيس مبادرات شبابية تُعنى بتقديم الدعم الفني والتعليمي والنفسي. إبراز النماذج الناجحة من أصحاب الإعاقات لإلهام المجتمع وتصحيح الصور النمطية. ثالثًا: دور المؤسسات… التعليم، التأهيل، والتمكين تلعب المؤسسات التربوية والصحية والاجتماعية دورًا تكامليًا محوريًا، فهي الجهة التي توفّر مهارات الحياة والعمل، وتشكل جسراً حقيقياً بين الشخص وحقه في الاندماج. ومن أهم أدوار هذه المؤسسات: تطبيق سياسات الدمج التربوي في المدارس والجامعات بحيث يتعلم الأطفال جنبًا إلى جنب دون تمييز. توفير برامج تأهيلية متخصصة تشمل التأهيل الحركي والنفسي والمهني. إعداد كوادر تربوية متخصصة قادرة على التعامل مع الاحتياجات المتنوعة. توفير فرص عمل عادلة بالتعاون مع القطاع الخاص، بما يعزز استقلاليتهم الاقتصادية. خاتمة: نحو مجتمع ينهض بالجميع إن الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة ليس فعلَ إحسان، بل هو حق إنساني وقانوني ينسجم مع اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ويعكس تقدّم الأمم ورُقيها. وفي اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، تجدد الدكتورة شرين الناجي دعوتها إلى شراكة حقيقية بين الأسرة والمجتمع والمؤسسات، قادرة على صناعة جيل واثق، مستقل، ومندمج في حياة تُمنح فيها الفرص للجميع دون استثناء.
Shereen -naji @hot mail.com
