تركيا تكشف رؤية جديدة لمستقبل غزة وشرط حماس للتخلي عن الحكم 

غزة
غزة

أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أن حركة حماس أبدت استعدادها للتنازل عن إدارة قطاع غزة، في إطار مقاربة سياسية أوسع لإنهاء الأزمة المستمرة، غير أن فيدان شدد، في مقابلة صحفية، على أن هذه الخطوة مشروطة بتأسيس منظومة حكم فلسطينية بديلة تتسم بالشرعية والقدرة على إدارة شؤون القطاع بفعالية.

إدارة مدنية فلسطينية كشرط أساسي

وأوضح وزير الخارجية التركي، أن أي انتقال للسلطة في غزة لا يمكن أن يتم بشكل عشوائي أو فراغي، مؤكدًا ضرورة تشكيل لجنة أو إدارة مدنية فلسطينية تتولى المسؤوليات اليومية، بدءًا من الخدمات الأساسية ووصولًا إلى إدارة المؤسسات العامة، واعتبر أن هذه الإدارة يجب أن تكون فلسطينية خالصة، وتحظى بقبول داخلي يضمن استقرار الأوضاع.

قوة شرطة فلسطينية لفرض الأمن والنظام

وأشار فيدان، إلى أن نجاح أي إدارة مدنية مرهون بوجود جهاز أمني فاعل، موضحًا أن المطلوب هو إنشاء قوة شرطة فلسطينية مهنية وموثوقة تتولى حفظ الأمن وفرض النظام في غزة، وأكد أن هذه القوة يجب أن تعمل بمعزل عن الفصائل، وبالتحديد خارج إطار حركة حماس، لضمان حيادها ومصداقيتها أمام السكان والمجتمع الدولي.

نزع سلاح حماس ليس أولوية فورية

وفيما يتعلق بملف نزع سلاح حركة حماس، شدد فيدان على أن هذا الأمر لا يمكن طرحه كخطوة أولى في المسار السياسي الجاري، ورأى أن التركيز المفرط على هذا الملف في المرحلة الحالية يتجاهل تعقيدات الواقع الميداني، داعيًا إلى التعامل مع القضية بواقعية وتسلسل منطقي يراعي الظروف على الأرض.

موقف حماس والخطوط الحمراء

وجاءت تصريحات فيدان ردًا على تساؤلات بشأن موقف حماس من نزع سلاحها، وهو ما تعتبره الحركة خطًا أحمر، وأكد الوزير التركي أن فرض مثل هذا الشرط في بداية العملية قد يعرقل أي تقدم، مشددًا على أهمية ترتيب الأولويات بدلًا من السعي إلى حلول قصوى غير قابلة للتنفيذ.

تحذير من فشل دولي إذا تعثرت الهدنة

وفي سياق متصل، حذّر وزير الخارجية التركي من أن عدم الانتقال باتفاق وقف إطلاق النار في غزة إلى مرحلته الثانية سيُعد إخفاقًا كبيرًا على المستوى الدولي، واعتبر أن الفشل في استكمال الاتفاق سوف يمثل ضربة للجهود الدبلوماسية العالمية، وعلى رأسها الدور الأميركي في هذا الملف.

واشنطن في قلب الجهود السياسية

وأشار فيدان إلى أن خطة وقف إطلاق النار تحظى بدعم مباشر من الولايات المتحدة، لافتًا إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قاد بنفسه الجهود الرامية إلى تثبيت الهدنة ودفعها قدمًا، وأضاف أن تعثر هذه المساعي لن ينعكس فقط على الوضع في غزة، بل سيقوض الثقة الدولية بقدرة واشنطن على إدارة ملفات الصراع المعقدة.

خلاصة الموقف التركي

واختتم فيدان موقفه بالتأكيد على أن الطريق إلى حل مستدام في غزة يمر عبر تمكين الفلسطينيين من إدارة شؤونهم بأنفسهم، ضمن إطار مدني وأمني منظم، بعيدًا عن منطق الإقصاء أو فرض الشروط المسبقة، معتبرًا أن أي سلام حقيقي يبدأ ببناء مؤسسات قادرة على الصمود والاستمرار.

وكالة معا الاخبارية