أكد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن العلاقة التي تربط الدوحة بحركة حماس لم تنشأ من تلقاء نفسها، بل بدأت قبل نحو 13 عامًا بناءً على طلب صريح من الولايات المتحدة، وأوضح أن الهدف من هذا التواصل كان توفير قناة اتصال قادرة على فتح مسارات للحوار واحتواء الأزمات، وليس تبني مواقف الحركة أو دعمها سياسيًا.
انتقادات سياسية رغم توجيه الدعم لغزة
وفي تصريحات متلفزة أدلى بها يوم الأحد 7 ديسمبر 2025، شدد آل ثاني على أن قطر تعرضت خلال السنوات الماضية لهجمات سياسية وانتقادات حادة بسبب استضافتها لقيادة حركة حماس، غير أنه أوضح أن الدور القطري كان إنسانيًا بالدرجة الأولى، وأن الدعم الذي قدمته الدوحة كان موجهًا إلى سكان قطاع غزة ومساعدتهم على الصمود وليس إلى الحركة ككيان سياسي أو عسكري.
وساطة ساعدت على وقف النار
وبين رئيس الوزراء القطري أن قنوات التواصل التي تديرها بلاده مع حماس لعبت دورًا محوريًا في أكثر من محطة، وأسهمت في التوصل إلى تفاهمات لوقف إطلاق النار، فضلًا عن إنجاز ملفات حساسة تتعلق بالإفراج عن أسرى، واعتبر أن هذا الدور يبرهن على أهمية الوساطة كأداة لحماية الأرواح وتقليل التصعيد.
نفي قاطع لاتهامات تمويل حماس
وحول الاتهامات المتكررة التي توجه لقطر بتمويل حركة حماس، أكد آل ثاني أن هذه الادعاءات لا تستند إلى أي أدلة، واصفًا إياها بأنها مجرد مزاعم سياسية تُستخدم في حملات تشويه متعمدة، وأضاف أن السياسات القطرية واضحة وشفافة، وتندرج ضمن أطر إنسانية ورقابية معروفة.
السلام يتطلب إشراك جميع الأطراف
وأشار آل ثاني إلى أن أي مسار جدي لتحقيق السلام في المنطقة لا يمكن أن ينجح دون إشراك كل الأطراف المؤثرة، مهما بلغت الخلافات معها،واعتبر أن استهداف الوسيط من قبل أحد أطراف النزاع يمثل سلوكًا غير أخلاقي ويفتقر إلى المنطق، لأنه يقوض فرص التهدئة ويدفع الأمور نحو مزيد من التصعيد.
موقف ترامب عقب استهداف الدوحة
وكشف رئيس الوزراء القطري أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبدى موقفًا واضحًا عقب الهجوم الذي استهدف قطر، حيث طلب من أحد مستشاريه التواصل العاجل مع الدوحة للاطلاع على التطورات، كما أوضح أن ترامب عبر في اتصال مع الجانب الإسرائيلي عن استيائه الشديد مما جرى، في إشارة إلى خطورة استهداف دولة تؤدي دور الوساطة.
قصف أثناء جهود التهدئة
وأضاف آل ثاني أن القصف الإسرائيلي الذي طال الدوحة جاء في توقيت بالغ الحساسية، إذ كانت قطر في تلك اللحظة تعمل على إقناع حركة حماس بقبول اتفاق لوقف إطلاق النار، وأكد أن بلاده واجهت، على مدى سنوات، حملات تضليل ممنهجة وأكاذيب متكررة هدفت إلى تشويه دورها الإقليمي والإنساني.
موقف ثابت من الحلول الدبلوماسية
وشدد رئيس الوزراء القطري على أن سياسة بلاده تقوم على السعي الدائم لحل النزاعات عبر الوسائل الدبلوماسية، وليس عبر التصعيد العسكري، وأكد استمرار دعم قطر للشعب الفلسطيني، لكنه أوضح في الوقت ذاته أن الدوحة لن تتحمل وحدها كلفة إعادة إعمار ما تسبب الآخرون في تدميره، في إشارة واضحة إلى مسؤولية الاحتلال عن الخراب الواسع في غزة.
رفض قاطع للتهجير القسري
وأكد آل ثاني أن الفلسطينيين في قطاع غزة متمسكون بأرضهم، ولا يرغبون في مغادرتها، مشددًا على أن لا أحد يملك حق إجبارهم على الرحيل، وحذر من أن استمرار الوضع الراهن، في ظل الانتهاكات المتواصلة، يهدد بعودة دائرة العنف وتجدد الصراع في أي لحظة.
تحذير من أجندات متطرفة ودعوة لتحرك دولي
وفي ختام تصريحاته، حذر رئيس الوزراء القطري من بقاء المنطقة رهينة لسياسات اليمين المتطرف الساعي إلى تقويض الوجود الفلسطيني، ودعا المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل وجاد لوقف الانتهاكات ووضع أسس حقيقية لاستقرار دائم، يقوم على العدالة واحترام حقوق الشعوب.
