كشف موقع «واينت» العبري، اليوم الإثنين، أن التحضيرات الخاصة بالمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ما تزال في إطار الصياغات الأولية، ولم تصل بعد إلى صيغة نهائية، حتى داخل أروقة الإدارة الأميركية نفسها.
وأوضح الموقع أن المشهد الحالي يعكس حالة من الضبابية، حيث لم يحسم أي قرار عملي على الأرض، رغم الحديث عن بلورة ما يعرف بـ"الخطة الشاملة لإنهاء الصراع في غزة"، وهي وثيقة مشتركة أميركية–إسرائيلية تتألف من 21 بندًا، ويتصدرها بند التوافق على نزع سلاح حركة حماس بوصفه هدفًا أساسيًا للمرحلة المقبلة.
اتهامات إقليمية بإفشال مسار نزع السلاح
وبحسب الرواية الإسرائيلية التي نقلها الموقع، فإن تل أبيب ترى أن كلًا من قطر وتركيا واللتين لعبتا دورًا بارزًا في الوساطات الخاصة بالإفراج عن أسرى إسرائيليين، تعملان حاليًا على إجهاض فكرة نزع سلاح حماس، عبر الدفع نحو ترتيبات سياسية وأمنية تضمن بقاء الحركة لاعبًا مؤثرًا داخل قطاع غزة، وتعتبر إسرائيل أن هذا التحرك الإقليمي يهدف، في جوهره إلى منع تكريس رواية هزيمة حماس عسكريًا وسياسيًا.
لقاء نتنياه وترامب
في ضوء هذا التعقيد، تشير التقديرات إلى أن المرحلة الثانية من الاتفاق ستكون الملف الأبرز على جدول أعمال اللقاء المرتقب بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، والمقرر عقده نهاية الشهر الجاري.
ووفق المعلومات، من المنتظر أن يتوجه نتنياهو إلى منتجع «مارآلاغو» في مدينة ميامي بولاية فلوريدا، حيث سيحل ضيفًا بين 28 ديسمبر و1 يناير المقبل.
ومن المقرر أن يعقد نتنياهو وترامب اجتماعين على الأقل، إلى جانب لقاءات أخرى مع نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الحرب بيت هغسيث، في سلسلة مشاورات توصف بأنها حاسمة لمستقبل الترتيبات في غزة.
سيناريوهات مطروحة
وذكر «واينت» أن النقاشات الجارية بين واشنطن وتل أبيب تتضمن طرح بدائل متعددة للتعامل مع ملف سلاح حماس، من بينها أن تقوم الحركة بتسليم أسلحتها إلى السلطة الفلسطينية، أو نقل هذا السلاح إلى مخازن تخضع لإشراف ورقابة دولية أو إقليمية.
لكن الموقع أشار إلى أن جميع هذه الطروحات تصطدم بعقبة أساسية، وهي تجنب الوصول إلى سيناريو تفقد فيه حماس سلاحها فعليًا، وما يعنيه ذلك من تراجع دورها كقوة فاعلة ومؤثرة في القطاع، وفي المقابل، تتمسك إسرائيل بمطلبها الصريح بنزع السلاح بشكل كامل، معتبرة أن أي حل لا يحقق هذا الهدف سيكون مجرد هدنة مؤقتة بلا ضمانات أمنية حقيقية.
القرار مؤجل إلى ما بعد اللقاء
وتقدّر الأوساط السياسية والأمنية في إسرائيل، وفق الموقع، أن حسم قضية نزع سلاح حماس لن يتم قبل انتهاء اللقاء بين نتنياهو وترامب، حيث تعول تل أبيب على موقف أميركي أكثر وضوحًا وشدة في هذا الملف، يسمح بفرض شروط أكثر صرامة في المرحلة الثانية من الاتفاق.
وكان نتنياهو قد صرح، أمس الأحد، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني فريدريتش ميرز في القدس المحتلة، بأن إسرائيل أوشكت على إنهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، مشيرًا إلى تبقي أسير واحد فقط، في إشارة إلى جثمان أسير إسرائيلي ما زال في غزة.
وأضاف لاحقًا أن أي قوة دولية قد تنشر في القطاع لن تكون قادرة على تنفيذ المهمات الجوهرية التي تطالب بها إسرائيل، وعلى رأسها نزع سلاح حماس، مؤكدًا أن هذا الهدف لا يمكن تحقيقه عبر أطراف دولية فقط.
وساطات مكثفة لمنع إعلان هزيمة حماس
وبينما تتزايد الضغوط التركية والقطرية للدفع نحو الانتقال إلى المرحلة الثانية فور استكمال استعادة جثة الأسير الأخير، تزعم إسرائيل أن هذه التحركات تهدف إلى منع تثبيت إعلان رسمي بهزيمة حماس، ووفق المزاعم الإسرائيلية، تعمل الدوحة وأنقرة على صياغة وضع سياسي وأمني يسمح ببقاء الحركة في غزة مع الاحتفاظ بسلاحها، ما يضع مسار الاتفاق أمام اختبار بالغ الحساسية في الأسابيع المقبلة.
