أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية، بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبحث إمكانية عقد قمة تجمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في إطار جهود دبلوماسية جديدة تقودها واشنطن.
وأشارت القناة العبرية، إلى أن الموافقة الأمريكية على ترتيب اللقاء مشروطة بإقرار نتنياهو لصفقة الغاز الاستراتيجية المعلقة مع مصر، مؤكدة أن مسؤولين أمريكيين كبارًا أخطروا نتنياهو بأن الولايات المتحدة مستعدة لترتيب لقاء مباشر مع السيسي، شريطة موافقته على الصفقة واتخاذه خطوات اقتصادية إضافية تراها القاهرة محفزًا لعقد القمة.
خطة أمريكية أوسع للمنطقة
كما أوضحت "القناة"، أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة أوسع بلورتها إدارة ترامب، تقوم على استخدام "الدبلوماسية الاقتصادية" لتقوية العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، وعلى رأسها مصر.
وبحسب ما نقلته "القناة"، عن مسؤول أمريكي قوله: "هذه فرصة هائلة لإسرائيل، بيع الغاز لمصر سيخلق اعتمادًا متبادلاً، ويقرب البلدين، ويدفئ السلام، ويمنع الحرب".
وتشمل الخطة الأمريكية بناء شراكات في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والطاقة بين إسرائيل ودول عربية مثل مصر ولبنان وسوريا والسعودية، بهدف إخراج إسرائيل من عزلتها الدبلوماسية وإحياء روح "اتفاقيات إبراهام"، بالتزامن مع جهود تثبيت وقف إطلاق النار في غزة.
رسائل كوشنر إلى نتنياهو
وبحسب القناة، أوضح جاريد كوشنر، مستشار الرئيس ترامب وصهره، لنتنياهو خلال لقاءات سابقة أن الدول العربية لم تعد ترغب في التركيز فقط على الملف الإيراني، بل تبحث عن فرص اقتصادية حقيقية.
ونقلت القناة قوله لنتنياهو: "إذا أرادت إسرائيل الاندماج في المنطقة، فعليها أن تتحدث بلغة الاقتصاد"، مشيرًا إلى أن القادة العرب يصلون واشنطن بوفود اقتصادية وتجارية واسعة.
كما شدد "كوشنر"، على ضرورة البدء بمصر، نظرًا لدورها المحوري في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ونجاحها في قيادة جهود الإفراج عن 27 من أصل 28 من الرهائن الإسرائيليين في القطاع.
رفض مصري وتوتر صامت
وفي السياق ذاته، أفادت القناة الـ12 بأن نتنياهو عبر عن رغبته في لقاء السيسي، إلا أن الرئيس المصري رفض حتى الآن وفق مصادر إسرائيلية وأمريكية.
وأشارت "القناة"، إلى أن الاتصالات الاستراتيجية بين القاهرة وتل أبيب تكاد تكون غائبة خلال العامين الأخيرين، وأن آخر لقاء علني بين الطرفين كان في الأمم المتحدة عام 2017، أعقبه لقاء سري عام 2018.
عرض أمريكي مشروط وصفقة معلقة
وأردفت "القناة"، أن واشنطن طالبت نتنياهو بتقديم "عرض ملموس" عند القمة المحتملة، يتصدره إقرار صفقة غاز بمليارات الدولارات، تنص على تزويد مصر بنحو 25% من احتياجاتها من الكهرباء، ورغم موافقة السيسي على الصفقة في يوليو الماضي، فإن إسرائيل تؤخر توقيعها رسميًا.
ووفقًا لما ذكرته "القناة" نقلًا عن مسؤولين مصريين، فأن التأخير ليس تقنيًا كما تدعي واشنطن، بل يرتبط بخلافات سياسية داخل إسرائيل، خصوصًا بين نتنياهو ووزير الطاقة إيلي كوهين، بالإضافة إلى رغبة نتنياهو في توقيع الصفقة بنفسه خلال لقاء رسمي مع السيسي بالقاهرة.
ترتيبات سرية وتحركات داخلية
وكشفت القناة، أن نتنياهو قد شكل مؤخرًا فريقًا يعمل سرًا لإعداد مبادرات اقتصادية ملموسة تطرح خلال القمة المرتقبة، مشيرة إلى أن المسؤولين الأمريكيين شددوا على أهمية أن يرافق نتنياهو "صفقة غاز موقعة" ومشاريع تعاون إضافية.
وأكدت "القناة"، أن الهدف الأمريكي البعيد يتمثل في تحويل مصر إلى نموذج إقليمي للعلاقات الاقتصادية مع إسرائيل، قائلة على لسان مسؤول أمريكي: "قلنا لنتنياهو إنه يجب تحويل السلام مع مصر إلى سلام دافئ، وإذا نجح ذلك مع القاهرة، يمكن تكراره مع سوريا ولبنان والسعودية".
