عقدت اللجنة المركزية لحركة فتح اجتماعًا موسعًا مساء الأحد في مقر التعبئة والتنظيم، في ظل تصاعد خطير للأوضاع الميدانية والسياسية، لمتابعة التطورات المتسارعة التي تمس الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن وجوده، وعلى رأسها قطاع غزة والضفة الغربية.
تصعيد إسرائيلي متواصل
ناقش الاجتماع آخر المستجدات السياسية، خاصة استمرار اعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين على المدن والقرى والمخيمات في الضفة الغربية، في مشهد يعكس تصعيدًا ممنهجًا يستهدف المدنيين وممتلكاتهم.
كما توقفت اللجنة أمام عدم التزام قوات الاحتلال باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، واستمرار القصف الجوي وأعمال الاستهداف، لا سيما في مناطق ومخيمات النزوح، ما فاقم الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق.
كارثة إنسانية في غزة
وسلطت اللجنة الضوء على المعاناة القاسية التي يعيشها أهالي قطاع غزة نتيجة منع إدخال المساعدات الإنسانية، الأمر الذي أدى إلى تفاقم آثار الظروف الجوية القاسية حيث غمرت الفيضانات عشرات الآلاف من الخيام، وألحقت أضرارًا جسيمة بمئات المباني المتهالكة، ما زاد من حجم المأساة الإنسانية.
لجان طوارئ وإغاثة عاجلة
في هذا السياق، ناقشت اللجنة المركزية آليات تشكيل لجان الطوارئ في قطاع غزة، وحددت أولويات عملها، خاصةً في مجالات الإغاثة الإنسانية، وتوفير الاحتياجات الأساسية، وتعزيز صمود المواطنين في مواجهة الحصار والعدوان، باعتبار ذلك واجبًا وطنيًا لا يحتمل التأجيل.
أوضاع مخيمات لبنان على طاولة البحث
كما تناول الاجتماع عددًا من القضايا المتعلقة بأوضاع أبناء الشعب الفلسطيني في مخيمات لبنان، في ظل التحديات المعيشية والاجتماعية التي يواجهونها، وسبل تعزيز الدعم السياسي والتنظيمي لهم.
المؤتمر الثامن لفتح والانتخابات المحلية
على الصعيد التنظيمي، بحثت اللجنة أعمال اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثامن لحركة فتح، مؤكدة ضرورة استئناف نشاطها فورًا، وتذليل كافة العقبات التي تعيق انعقاد المؤتمر في أسرع وقت.
كما اطلعت اللجنة على قانون انتخاب المجالس المحلية، والتحضيرات الجارية لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد من قبل الحكومة الفلسطينية، مع التشديد على إزالة أي عوائق قد تعرقل هذا الاستحقاق الديمقراطي.
ملف الأسرى
وأفردت اللجنة المركزية حيزًا واسعًا لمناقشة قضايا الأسرى الفلسطينيين من جميع الجوانب، معربة عن قلقها الشديد إزاء الانتهاكات الممنهجة التي يتعرضون لها داخل سجون الاحتلال، والتي تشكل تهديدًا مباشرًا لحياتهم.
وأكدت اللجنة خطورة ما يتعرض له الأسير القائد مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية، من اعتداءات متعمدة من قبل سلطات الاحتلال، وعلى رأسهم المتطرف إيتمار بن غفير، محملة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامته.
قضايا داخلية ومتابعة تنفيذ القرارات
كما ناقشت اللجنة عددًا من القضايا الداخلية للحركة، خاصة الملفات المالية والتنظيمية والتعبوية، وقررت تكليف عدد من أعضائها بمتابعة تنفيذ القرارات المتخذة، لضمان تعزيز الأداء التنظيمي ورفع كفاءة العمل الحركي.
وفي ختام الاجتماع، تناولت اللجنة المركزية المشهد السياسي العام، خصوصًا ما يتعلق بمرحلة اليوم التالي للانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، محذرة من استمرار محاولات الاحتلال ضم الضفة الغربية، وسرقة الأراضي الفلسطينية عبر المستوطنين، بدعم مباشر من حكومة الاحتلال.
وأكدت اللجنة أن الأمن والاستقرار في المنطقة لن يتحققا إلا من خلال تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
