نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين كبار في البيت الأبيض، صباح الأربعاء 17 ديسمبر 2025، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجّه توبيخًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على خلفية اغتيال رائد سعد، القيادي البارز في حركة حماس، محذرًا من أن العملية قد تقوّض اتفاق وقف إطلاق النار.
وبحسب الصحيفة، فقد نقل ترامب رسالة حازمة إلى نتنياهو، اعتبر فيها أن اغتيال سعد في قطاع غزة يهدد مسار التهدئة، وقال له صراحة: "أنتم تقوضون اتفاقي".
وأفادت المصادر ذاتها بأن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بعث رسالة مفادها أن إسرائيل تحتفظ بحقها في استهداف شخصيات قيادية في حركة حماس، في إطار ما وصفته بتحقيق الهدف الثاني للخطة، والمتمثل في نزع سلاح الحركة.
في المقابل، قال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إن العلاقة بين نتنياهو وترامب "ودية"، مؤكدًا عدم وجود خلافات بين الطرفين بشأن قطاع غزة.
واختار البيت الأبيض الامتناع عن التعليق على ما ورد في التقرير.
وكان ترامب قد نفى، يوم الاثنين الماضي، شعوره بالإحباط من سلوك نتنياهو، مشيرًا إلى أنه سيجري النظر في مسألة ما إذا كان الاغتيال يشكل خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار.

من هو رائد سعد؟
وبحسب ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ولد رائد سعد عام 1972، وينتمي إلى ما يعرف بـ"جيل 2005"، وهم قادة ميدانيون في حماس برزوا خلال الانتفاضة الأولى، وتعرضوا لفترات اعتقال طويلة لدى إسرائيل والسلطة الفلسطينية، قبل أن يراكموا خبرة عسكرية خلال الانتفاضة الثانية، وكان لهم دور في دفع إسرائيل إلى الانسحاب من قطاع غزة قبل نحو عشرين عامًا.
وخلال خطاب ألقاه في نوفمبر 2013، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لعملية "عمود السحاب" – الاسم العبري لحرب الأيام الثمانية على غزة، والتي أطلقت عليها المقاومة اسم "حجارة سجيل" – ألمح سعد إلى رؤية استراتيجية قال إنه شارك في بنائها وتحقيقها خلال عقد من الزمن، مؤكدًا أن حماس "تواصل تعزيز قوتها والاستعداد للمواجهة المقبلة مع إسرائيل".
والجدير بالذكر أنه في فترة الحرب على قطاع غزة، حاولت إسرائيل مرارًا اغتيال رائد سعد دون أن تنجح، وفي مارس 2024، أعلن جيش الاحتلال اعتقاله خلال مداهمة مستشفى الشفاء، قبل أن يتراجع بعد أيام ويقرّ بأن الإعلان كان خاطئًا وأن سعد لم يعتقل.
