البوابة 24

البوابة 24

الشعر: اركيولوجيا الكائن 

نداء يونس
نداء يونس

بقلم:نداء يونس


الشعر مشروع وجودي عظيم وطويل الامد .. تكمن عظمته في اشياء كثيرة منها امكانية حالية القراءة وتزامنها مع كتابة النص ومنها امكانية قراءة الاجزاء معا بعدة رؤى وارتباطات عضوية تجعل من النص مولدا هائلا للمعنى والدلالات والاحالات التي لا تخرج عن تجربة الكائن الشاعر وتجعله يرى تاريخه كله بعين علوية بارتباطات لا تتوافر من زاوية افقية على مستوى اللحظة،

عمودية الرؤيا  واشراف صاحبها الذي ترتدي القمم كعبا عاليا لتقود خطاه تخلق خرائط في الوعي والشعر وللتجربة؛ سجادة تبدو حين تجتمع الخيوط معا، وهذا ما لا يتوافر لقصيدة اللحظة او قصيدة المنتديات او لعمل شعري لا يُعرف ذاته كمشروع، الفردي تكمن عظمته في المعالجة لا في الامتداد والتفتق من جوانب الزمن نفسه .. 

القصائد ليست الصور لكنها قطع الليجو التي تريد تكوين شكل ما، الامر الذي يجعله عظيما في استمراريته وعظيما في قدرته على التوالد في عدة سياقات نفسية وفكرية واجتماعية وثقافية تشكل اركيولوجيا الكائن .. 

 شاعرنا سميح القاسم نقلا عن شيخنا جميل السلحوت قال ردا على اتهام له بعد امسية في رام الله بان قصيدة له كانت عصية على الفهم: أن القصيدة التي تقرا مرة واحدة تموت... وفي هذا ارى فكرة لانهائية الدلالة، واشياء اخرى، كما ارى بذورا خفية لفكرة المشروع: قراءة النص في ظلال نصوص الشاعر الاخرى التي تشكل بمجموعها وحدة عضوية.

شكرا لنقاش راق مع شاعر عميق يعرف كيف يدير حوارا فكريا حقيقيا.

البوابة 24