الثورة ليس ملك فصائل

بهجت مناصرة
بهجت مناصرة

بقلم: بهجت مناصرة

يطالعنا  البعض بتحليلات  من زاوية رؤيتهم للاحداث  بتوجيه انتقاد ( صريح احيانا ومبطن  احيانا اخرى ) .منتقدين رد المقاومة بالصواريخ ومعللين ان الصواريخ خطفت الاضواء عن المد الجماهيري في القدس وامتداده  لكافة ارجاء فلسطين الكبرى  ..وناصحين ان الهبة يجب ان تبقى جماهرية وتتطور لانتفاضة سلمية  وعدم الانجرار  الى فخ يريدنا ان نقع فيه نتنياهو   لانه هو صاحب المصلحة الاولى في تصعيد  المواجهة  ليهرب من ازمته الداخلية .

بداية قبل ان ننتقد يجب ان يتجرد الناقد من حزبيته وتاثر افكاره  بمن يواليهم  من اصحاب وجهة نظر او تيار  وعليه ان يدرك ان ربع قرن من المفاوضات  السلمية المجردة  والالتزام باتفاق اوسلو قد فشل فشلا ذريعا  وان هذا النهج كان هو التجربة الوحيدة واليتيمة عبر التاريخ  . التارخ شهد مفاوضات   سلام كانت دائما مدعومة ومسنودة  بعمل عسكري   ويحضرني الان مثال وليي للحصر المفاوضين الامريكان  مع ممثلي التفاوض عن الثوار الفيتماميين.

لذا علينا ان نقر بفشل تجربتنا على مدى ربع قرن وان لا نترك لها ولابطالها مجال للتاثير في تفكيرنا وثقافة تقييمنا للواقع وان ندرك ونقر بان النضال الشعبي السلمي لا بد من وجود جانب عسكري يحميه ويسنده . قد يكون لنا في لحظات وايام الهدوء انتقاد على المقاومة  المسلحة بانها  في يد طرف او اطراف  ويحرم اطراف اخرى من المشاركة في توجيهها وتحريكها  .بوضوح اكثر حماس بسيطرتها على غزة فهي تهيمن على فصائل المقاومة وتحركها كيفما تراه هي مناسبا  بالمقابل ان فتح او بالاحرى ثلة من المتحكمين بفتح  يسيطرون على الضفة  والنظام السياسي  الفلسطيني الى جانب ايمانهم السلمي يتحركون كيفما  يرون هم المناسب.

كلا الطرفين  لا يريد ان يتنازل نحو بناء وحدة وشراكة وطنية لكافة مكونات الشعب (المصالح )
وهنا ياتي دور التحرك الجماهيري لشعبنا المبدع بان يقول كلمته  ويفرض موقف وطني  وحدوي وحوار بناء على كل الاطراف .
السياسة  هي ملك الشعب وليس لفتح وكذلك السلاح هو للشعب الفلسطيني وليس ملك لحمان وان تطوعت حماس ببناء الجزء الاكبر منه  كما تطوعت فتح  باطلاق الثورة  وتفجيرها  ولكنها تبقى ثورة الشعب وليس ثورة فتح ...لذا لا ممنية ولا جميلة لاي فصيل على الشعب الفلسطيني فكل الضحايا  والشهداء والمقاتلبن واثمان السلاح واثمان السياسة  هي من الشعب الفلسطيني والمقاتل هو فلسطيني قبل ان يكون فتحاوي او حمساوي او جبهاوي .

عودة الى موضوع  نتن ياهو فاننا لن يهمنا من سيترأس حكومة الاحتلال ان كان النتن او من سيخلفه لن يقل عنه سوء لذلك لا يضيرني الى اين النتن سيصدر ازمته  يصدرها وينقلها الى حيث يريد  المهم اننا نثبت في هذه الايام استراتيجية الوحدة والشراكة ما بين العمل السلمي والمقاومة العسكرية الرادعة لحماية مسيرات الشعب   ..لذا فالمطلوب مرة ثانية وثالثة وعاشرة هو ان يفرض المد الجماهيري على هذه القيادات المنقسمة والمستعصية  حوار وطني شامل وبرنامج موحد  وانتخابات ديمقراطية  وصولا لمنظمة التحرير الفلسطينية جامعة لكل المكونات ومنتخبة بكل المستويات   .مع الانتباه في هذا المعمعان  الى تثبيت الفصل بين السلطات  وايضا الفصل بين الرئاسات  ...رئس حزب ورئيس المنظمة ورئيس السلطة
بهجت حامد مناصرة 
١١/٥/٢٠٢١

البوابة 24