البوابة 24

البوابة 24

هُنا الأخْبارُ لا عَبَثًا تُذاعُ

تركي عامر
تركي عامر

‏تركي عامر‏-حيفا
 
هُنا الأخْبارُ لا عَبَثًا تُذاعُ،
عَلَى عَجَلٍ وَمُعْظمُها اخْتِراعُ.
ومُخْتَرِعُ الشَّرِيطِ يَعِيثُ عُهْرًا،
بِلا خَجَلٍ.. وَقِبْلَتُهُ اقْتِراعُ.
هُوَ المَأْزومُ يَفْتَعِلُ انْفِجارًا،
بِلا قَدَمَيْنِ.. غايَتُهُ اقْتِلاعُ.
يَصِيرُ الوَضعُ مِنْ حَجَرٍ صَغِيرٍ،
إلى كُرَةٍ.. وَيَنْزَلِقُ النِّزاعُ.
نِزاعٌ مُنْذُ قَرْنٍ لَيْسَ يَهْدَا،
خُطُوبٌ.. لا يُخَفِّفُها قِراعُ.
لِماذا الحَرْبُ؟ إِنَّ الحُبَّ أَقْوَى،
أَطِيعُوا القَلْبَ! هٰذا مُسْتَطاعُ.
أَطِيعُوا عَيْنَ عَقْلٍ! لا تَكُونُوا
بِلا نَظَرٍ كَمَنْ رُوحًا أَضاعُوا!
فَحَرْبٌ دُونَما سَبَبٍ وَجِيهٍ،
تُضَيِّعُكُمْ.. وَآخِرِكُمْ ضَياعُ.
يَضِيعُ الوَقْتُ.. تَلْسَعُنا أَثافٍ،
يَنامُ العَقْلُ.. تُوقِظُنا ذِراعُ.
ذِراعُ الحَرْبِ لَوْ طالَتْ تَراها،
عَلَى قَلَقٍ.. يُؤَرِّقُها اقْتِطاعُ.
ذِراعُ السَّلْمِ أَقْصَرَ قَدْ تَراها،
بِها في الحالِ يُعْتِقُنا الصُّداعُ.
فَهٰذِي الأَرْضُ واسِعَةٌ وَفِيها،
مَكانٌ لِلْأُلَى عِطِشُوا وَجاعُوا.
فَضاءٌ لِلطُّيُورِ.. لِمَنْ يُغَنِّي،
وَمُتَّسَعٌ لِمَنْ صاعُوا وَضاعُوا.
لَكُمْ في القُدْسِ مَبْكًى. هَلْ سَمِعْتُمْ
كَلامًا جارِحًا؟ خَبَرًا يُشاعُ؟
وَهَلْ أَحَدٌ تَعَرَّضَ في نَهارٍ،
لَكُمْ في القُدْسِ؟ ما هٰذِي الطِّباعُ؟
لَنا في القُدْسِ صَخْرَتُنا.. وَمْسْرَى
رَسُولٍ.. كُلُّ عُهْدَتِهِ تُطاعُ.
لَنا فِيها "قِيامَتُنا".. إِلَيْها،
يَحُجُّ النّاسُ مُذْ صُلِبَ الشُّعاعُ.
إِلَيْها الرُّوحُ تَرْحَلُ كُلَّ يَوْمٍ،
بِـ "زَهْرَتِنا" يَطِيبُ لَنا اجْتِماعُ.
لَها في القَلْبِ مَنْزِلَةُ الثُّرَيَّا،
وَعَنْها في الثَّرَى يَجِبُ الدِّفاعُ.
لَنا في القُدْسِ مُذْ كُنّا تُرابٌ،
بِرُوحِ نَشْتَرِيهِ.. وَلا يُباعُ.
أنا ٱبْنُ الأَرْضِ مُهْتَرِئٌ حِذائِي،
وَوَجْهِي لَيْسَ يَطْمِسُهُ قِناعُ.
قِناعِي ماءُ وَجْهِي.. لا طِلاءٌ،
وَهٰذا الماءُ يَشْرَبُهُ اليَراعُ.
يَراعِي لَيْسَ يَقْبَلُ أَيَّ حِبْرٍ،
وَحِبْرُ القَلْبِ تَعْرِفُهُ الرِّقاعُ.
رِقاعِي لا يُدَنِّسُها سَوادٌ،
وَتَوْقِيعِي اقْتِناعٌ لا ٱتِّباعُ.
أنا ٱبْنُ الماءِ.. بِي أَلَمٌ قَدِيمٌ،
بِوَجْهِ النّارِ لِي قَلَمٌ شُجاعُ.
كَفَى عُنْفًا! يُفَرِّقُنا اعْتِناقٌ،
وَحُلْمِي أَنْ تُوَحِّدَنا البِقاعُ. 
إِلٰهِي الأَرْضُ يُشْعِلُها صِراعٌ،
مَتَى يا رَبُّ يُخْتَتَمُ الصِّراعُ؟

تركي عامر، ١٢ أيّار ٢٠٢١

البوابة 24