بقلم: جلال نشوان
هي القدس ، درة المدن وريحانتها ، تنير لنا الدروب وتزيل عنا غشاوة الأعين والقلوب ، بعد أن أصابنا التيه في مغارات الأرض وغرقنا في لجج البحار والمحيطات ولم نعد نصحٌ من سباتنا ، أثقلت الخلافات كاهلنا وأصبحنا فرقا شتى
حقاُ قد يكون( الخير كامناً في الشر )، ورغم جحيم القصف الصهيوني الوحشي ، ورغم فراق الأحبة من الشهداء ووقوع المئات من الجرحى ،وتدمير الكثير من الأبراج والبيوت الا أننا نسير في الاتجاه الصحيح وبوصلتنا واضحة المعالم ،ولسنا أول الشعوب التي واجهت اجرام المحتلين الغزاة ، فكثير من الشعوب عانت معاناة قاسية ،وجاءت احداث جسام ارشدتهم الى الطريق الصحيح الذي كان غائبا عن عقول كبيرة وحكماء ارهقتهم تجارب الزمن ، فالشعب الفيتنامي مر بظروف قاسية وصعبة وسقط الآلاف من الشعب الفيتنامي ،الا ان قادة الثورة الفيتنامية اهتدوا الى الصواب ،وبعد سنوات من المعاناة ، خرج العلم الأمريكي ملطخاً بالدماء ، وما يحدث في وطننا من احداث جسام ومخاطر شديدة ، الا ان فلسطين تنتصر وتمضي الى الامام ، فالفلسطيني فى اللد وأم الفحم وعكا ومرج بن عامر ورهط والنقب وغزة والضفة ،على قلب رجل واحد ،
ما يصيبنا من مخاطر كبيرة واحزان لحكمة لم نراها من قبل ، حيث أضفت علينا النضج والانصهار الحقيقي في بوتقة الوطن ،فالأمر يشبه صقل الماس ليزداد صفاءً وألقاً
هذه الأزمة القاسية والصعبة التي نمر بها ، ستضفي علينا قوةً ،وتحملاً للصعاب ،فنحن لا نعيش في الحنة وانما نعيش على الأرض ،ولربما ترسم لنا أقداراً مختلفة وهى اننا سنعيش بكرامة وسننتصر بحول الله وستجعلنا نتغير اجبارياً لما فيه خيرٌ لنا
المشهد يشي بالشموخ والاعتزاز والابداع ، لأن الفلسطيني حدد بوصلته واهتدى للطريق الصحيح ،انه طريق الوحدة الأصيل الذي كان يجب ان يصل لها ، ولانها القدس الملهمة لنا دائماً ، والتي تنير دروبنا ،ها هي اليوم تنفض غبار الفرقة عن أعيننا وعن قلوبنا ، مع العلم ان ما مررنا به من تجارب قاسية ليس نهاية العالم ، بل النصر موجود في آخر الطريق المليىء بالعثرات والشعوب التي انتصرت واستقلت استطاعت ان تمنح الأمل والالهام لكثير من الشعوب المضطهدة التي تواجه احتلالاً مثلنا
القدس العاصمة تلملم جراحاتنا وتحصن ارادتنا وتجعلنا نشمر عن سواعدنا لتحقيق احلامنا ،فمن رحم المحن ينبثق الأمل ، وفلسطين كل فلسطين تنتظرنا ،فما أجمل اللقاء
